الثورة الفرنسية.. عندما نهض الشعب وقال كلمته! - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

في درس ملهم قدّمه الأستاذ محمد حرب، معلم التاريخ للثانوية العامة، تناول فيه الثورة الفرنسية 1789 بوصفها أول ثورة اجتماعية كبرى في أوروبا، أكد خلالها أن العدالة الاجتماعية كانت محورًا رئيسيًا في اندلاع الثورة، وأنها لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت نتيجة تراكمات من الظلم والفساد والاستبداد.

وأوضح الأستاذ أن من قادوا هذه الثورة هم أبناء الطبقة الوسطى – أصحاب المصالح الصناعية والتجارية – بالتحالف مع الطبقات العامة، في مواجهة الطبقة العليا التي كانت المستفيد الأكبر من النظام الملكي. ومع اندلاع الثورة، تبدل الحال، فأصبحت الطبقات الفقيرة والوسطى هي الرابح الأكبر، بينما تضررت الطبقة العليا التي خسرت امتيازاتها.

وأشار إلى أن الثورة أحدثت تغيرًا جذريًا في النظام السياسي الفرنسي، وأنها جسدت القيم التي أصبحت لاحقًا شعارًا للثورة: الحرية، الإخاء، المساواة. ومن دروسها:

> "أن التغيير يبدأ من قاع المجتمع، وأن إرادة الشعب أقوى من إرادة الحاكم".

وأضاف أن الثورة الفرنسية علمتنا أن الشعوب إذا اتحدت في وجه الظلم، فإنها تستطيع قلب موازين الحكم، وأن السلطة الحقيقية مصدرها الشعب.

قلق أوروبا من زلزال الثورة

انتقل الأستاذ بعد ذلك لشرح موقف الدول الأوروبية من الثورة، مشيرًا إلى أن ملوك أوروبا شعروا بالذعر، واعتبروا ما حدث في فرنسا زلزالًا سياسيًا قد يهدد عروشهم. فخشوا انتقال الثورة إلى بلادهم، خاصة في ظل نهاية عصر الإقطاع، وبداية انتشار القومية والرأسمالية الحديثة.

ولهذا، بدأت أوروبا تتخذ موقفًا عدائيًا، وتكوَّن تحالف ملكي ضد فرنسا، في مواجهة النظام الجمهوري الجديد. هذا التحالف لم يكن صراعًا شخصيًا، بل صراع أيديولوجيات بين أنظمة ملكية تخشى التغيير ونظام جمهوري ناشئ ينادي بحرية الشعوب.

نابليون والحلم الفرنسي شرقًا

وتابع الأستاذ حرب، مبينًا كيف تحول الصراع إلى الشرق، وقال:
"عندما فشلت فرنسا في هزيمة إنجلترا عسكريًا بسبب تفوقها البحري وموقعها الجغرافي المعزول، قررت ضربها من خاصرتها التجارية، فأرسل نابليون حملته الشهيرة إلى مصر لقطع طريق التجارة الإنجليزية إلى الهند".

وأوضح أن هذا التحرك الفرنسي كان بداية لصراع طويل في جنوب شرق أوروبا وشمال أفريقيا، ليشكل امتدادًا لصراع قديم بين فرنسا وإنجلترا، ولكنه الآن يأخذ أبعادًا استعمارية جديدة.



يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق