هل يمكن أن نحتاج إلى نوم أقل مما نعتقد؟ الإجابة على هذا السؤال لم تعد ثابتة، إذ اكتشف باحثون أن هناك عوامل جينية يمكن أن تُقلل من عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان دون التأثير على وظائفه الدماغية، والفضل يعود لطفرة نادرة في جين يُعرف باسم SIK3 غير قواعد اللعبة
اكتشاف علمي قد يغيّر نظرتنا للنوم
وفق موقع sciencealert في دراسة قادها فريق من الأكاديمية الصينية للعلوم، تم التعرف على امرأة في السبعينيات من عمرها، تنام في المتوسط 6.3 ساعات فقط كل ليلة، ومع ذلك تتمتع بصحة جيدة ونشاط عقلي واضح. هذا الاكتشاف جاء ضمن مشروع علمي يهدف لتحديد الأشخاص الذين يتمتعون بنمط النوم القصير الطبيعي (NSS).
الطفرة الخامسة من نوعها
الطفرة في جين SIK3 ليست الأولى من نوعها، لكنها الخامسة التي يتم ربطها بقدرة بعض الأشخاص على النوم لساعات أقل من المعدل الطبيعي دون أضرار. ما يجعل هذا الاكتشاف مميزًا هو أن نفس الطفرة تمت تجربتها على فئران معدلة وراثيًا، وظهر تأثيرها نفسه، إذ نامت هذه الفئران أقل بنحو نصف ساعة من المعدل الطبيعي لها (12 ساعة).
كيف يعمل هذا الجين؟
جين SIK3 يُنتج بروتينًا من نوع كيناز، وهو مسؤول عن إرسال إشارات كيميائية تنظم وظائف بروتينات أخرى. ويُعتقد أن بعض هذه الإشارات تلعب دورًا أساسيًا في تنظيم مدة النوم وجودته.
الدراسة أظهرت أن البروتين الناتج عن الطفرة كان نشطًا على مستوى المشابك العصبية، ما يشير إلى دوره في تحسين كفاءة التواصل العصبي حتى خلال فترات النوم الأقصر.
هل نقترب من أدوية تحسّن النوم؟
رغم أن هذه الطفرة الجينية لا تزال نادرة، فإنها تفتح الباب أمام فهم أعمق للآليات الجينية التي تنظم النوم. ويأمل الباحثون أن يُسهم هذا الفهم يومًا ما في تطوير علاجات فعالة لاضطرابات النوم، من خلال استهداف المسارات الكيميائية ذاتها التي تؤثر عليها هذه الطفرات.
النوم... أكثر من مجرد راحة
حتى مع قلة ساعات النوم، فإن الأشخاص من نوع NSS يقوم جسمهم بجميع الوظائف الحيوية المرتبطة بالنوم، مثل دعم المناعة، تقوية الذاكرة، وفرز المعلومات، بكفاءة أعلى من المعتاد.
وهذا يطرح تساؤلًا أعمق: هل يمكننا يومًا أن نحصل على "نوم ذكي" بأقل عدد من الساعات، دون أن نفقد فوائده العظيمة؟
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق