رغم أنها وسيلة شائعة للتسلية وتحسين رائحة الفم، إلا أن مضغ العلكة أصبح فعليًا محظورًا في إحدى أكثر دول العالم تطورًا وتنظيمًا… نعم، سنغافورة!
فمنذ عام 1992، فرضت الدولة الآسيوية حظرًا صارمًا على مضغ العلكة، وفرضت غرامات مالية كبيرة على من يخالف القانون، تصل إلى 1000 دولار في المرة الأولى، وتتضاعف إلى 2000 دولار في حال التكرار.
والعلكة الوحيدة المسموح بها هي تلك الطبية، مثل علكة النيكوتين أو علكة الأسنان، بشرط وصفة طبية!
البداية: من عادة مزعجة إلى قانون صارم
تعود جذور القرار إلى عام 1983، عندما قدّم وزير التنمية توصية لرئيس الوزراء آنذاك "لي كوان يو" بمنع مضغ العلكة، بسبب انتشار ظاهرة إلصاقها على صناديق البريد، أزرار المصاعد، وثقوب مفاتيح الأبواب، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الصيانة وتعطيل المرافق العامة.
ورغم رفض رئيس الوزراء للفكرة في البداية، تغيّر الموقف تمامًا في عام 1987، عقب إطلاق نظام المترو الجديد.
حيث تسببت العلكة في تعطيل أبواب القطارات، وأثارت فوضى كادت أن تُعرّض حياة الركاب للخطر، مما دفع الحكومة لاعتماد الحظر الرسمي عام 1992.
يوم وطني للعلكة... بنكهة الخير
وفي مفارقة لطيفة، يحتفل العالم سنويًا بـ"يوم العلكة الوطني" في 2 نوفمبر، وهو تقليد أطلقته الكاتبة الأمريكية روث سبيرو عام 2006، لتشجيع الأطفال على القيام بأعمال خيرية.
إذ حثّت الأطفال على جلب قطعتين من الحلوى إلى المدرسة، واحدة للتبرع، وأخرى للتوزيع على الأصدقاء، وامتد الاحتفال لاحقًا ليشمل المكتبات والمراكز المجتمعية والشركات.
من تسلية إلى قضية!
وبينما يرى البعض في العلكة مجرد حلوى خفيفة لتعديل المزاج، فإن قصتها في سنغافورة تقدّم مثالاً فريدًا على كيف يمكن لعادات صغيرة أن تُحدث آثارًا كبيرة، وصولًا إلى إصدار قوانين صارمة وتغليظ العقوبات!
0 تعليق