زار الرئيس عبد الفتاح السيسي العاصمة الروسية موسكو، في زيارة رسمية تؤكد على متانة العلاقات الاستراتيجية بين مصر وروسيا، وحرص الجانبين على تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
وفي هذا الصدد، قال السفير محمد العرابي، رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير الخارجية الأسبق، إن مصر تبذل أقصى ما في وسعها من جهود لتحقيق الأمن والاستقرار في محيطها الإقليمي، مشددا على أنها لا تدخر جهدا في دعم مساعي نزع فتيل التوترات وتعزيز ثقافة الحوار، بما يسهم في نشر السلام وترسيخه بين الشعوب.
وأضاف العرابي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن العالم اليوم يشهد اندلاع العديد من الحروب والصراعات في مناطق متعددة، مما يستدعي تكاتف الدول المحبة للسلام والعادلة، إضافة إلى قيادات حكيمة تمتلك الرؤية والقدرة على حشد الجهود الدولية، وفتح قنوات الحوار الدبلوماسي، من أجل التهدئة وحل النزاعات بالطرق السلمية.
وأشار العرابي، إلى أن حالة التوتر وعدم الاستقرار التي يشهدها العالم المعاصر تنذر بعواقب إنسانية وخيمة، حيث تسفر تلك الصراعات عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، وتشريد الملايين من الأبرياء، وتدمير البنية التحتية في الدول المتأثرة، كما نوه بتأثير هذه الحروب المباشر على الاقتصاد العالمي، حيث تتسبب في تعطيل عجلة التنمية وتفاقم الأزمات الاقتصادية.
وأوضح الرئيس أن العلاقات الثنائية بين مصر و روسيا شهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، يعكس حجم التفاهم المشترك والرغبة المتبادلة في بناء شراكات مستدامة تعود بالنفع على الشعبين المصري والروسي.
وفي ظل التحديات الإقليمية والدولية المتسارعة، شدد الرئيس السيسي على أن التنسيق مع موسكو بات أكثر أهمية من أي وقت مضى، مشيرا إلى أهمية استمرار التواصل والتعاون بين البلدين لمواجهة هذه التحديات وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
من جانبه، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقوة ومتانة العلاقات الاقتصادية التي تربط بين القاهرة وموسكو، مؤكدا أن مصر تُعد الشريك التجاري الأهم لروسيا في القارة الإفريقية.
وأشار بوتين إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين ارتفع بنسبة 30% خلال العام الماضي، مما يعكس الفرص المتزايدة للتعاون في مجالات الطاقة، والنقل، والزراعة، والصناعات الثقيلة.
وخلال لقائه مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الروسية موسكو، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن هذه الزيارة تمثل فرصة مهمة لتعزيز العلاقات بين مصر وروسيا، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع، خاصة في مجالات السياسة والاقتصاد والتعاون العسكري.
كما أكد بوتين أن العلاقات الثنائية بين البلدين تتطور بنجاح على جميع الأصعدة، سواء في المجال السياسي أو الاقتصادي أو الأمني، لافتًا إلى أن الحوار بين الجانبين يقوم على الثقة المتبادلة والاحترام المتواصل، ومشيرًا إلى أن روسيا ترى في مصر قوة استقرار محورية في الشرق الأوسط والقارة الإفريقية.
وفي ختام اللقاء، شدد الرئيسان على أهمية مواصلة التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي والعسكري، بما يسهم في تعزيز استقرار المنطقة ويساعد على مواجهة التحديات العالمية الراهنة.
وأكد بوتين أن العلاقة بين موسكو والقاهرة تقوم على شراكة استراتيجية راسخة تهدف إلى تحقيق مصالح طويلة الأجل، مشيرا إلى أن روسيا تدعم مصر كشريك حيوي في عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الأهمية المشتركة.
0 تعليق