قال الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، إن الآية الكريمة "ولقد فتنّا سليمان وألقينا على كرسيه جسدًا ثم أناب" هي دليل واضح على أن الأنبياء يُفتنون ويُختبرون، لأنهم قدوة للبشر، مشيرًا إلى أن الفتنة هنا لا تعني الوقوع في المعصية، وإنما الابتلاء لرفع الدرجات.
وأوضح الدكتور يسري جبر، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن من أبرز مظاهر هذه الفتنة أن سيدنا سليمان عليه السلام انشغل بعرض الخيل التي كان يعدها للجهاد، حتى غابت الشمس وفاتته صلاة العصر، فقال: ﴿إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب﴾.
وأضاف أن سيدنا سليمان شعر بالندم لتأخره عن الصلاة، فطفق يمسح بسوق الخيل وأعناقها تبركًا بها وتعظيمًا لشأنها في سبيل الله، وليس كما يظن البعض أنه ذبحها، لأن الأنبياء لا يضيّعون المال وقد نهى الشرع عن الإسراف وإضاعة المال.
ونوه بأن هناك فتنة أخرى لسليمان عليه السلام، حين أراد أن يجامع نساءه جميعًا في ليلة واحدة بنيّة أن ينجب منهن فرسانًا مجاهدين في سبيل الله، لكنه نسي أن يقول "إن شاء الله"، فكان الناتج أن لم تحمل منهن إلا امرأة واحدة، وولدت جسدًا غير مكتمل، أي جنينًا ميتًا، مشيرًا إلى أن الآية تشير إلى هذا المعنى بقوله تعالى: ﴿وألقينا على كرسيه جسدًا﴾.
وأكد أن هذا الموقف علّمنا أهمية ربط الإرادة البشرية بمشيئة الله، حتى لو كانت النية صالحة، وأنه لا ينبغي لأحد أن يخطط للمستقبل دون أن يقول "إن شاء الله"، مستشهدًا بما نزل على النبي ﷺ حين قال "سأخبركم غدًا" ولم يقل "إن شاء الله"، فنزل قول الله تعالى: ﴿ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدًا إلا أن يشاء الله﴾.
0 تعليق