50% من الطلاب يعانون في مدارس شمال أفريقيا والشرق الأوسط
علماء الإسلام: سلوك عدواني مرفوض.. ينتشر كالنار في الهشيم
غياب الوازع الديني ودور الأسرة والمعلم.. ساهم في انتشار الفعل المشين
لابد من اتخاذ إجراءات رادعة مع المتنمر.. وتعزيز الثقة بالنفس لدي الأطفال
في الوقت الذي احتفل فيه العالم منذ أيام بيوم مكافحة التنمر تزداد هذه الظاهرة حدة وشراسة وتنتشر كالنار في الهشيم رغم تحذيرات العلماء والخبراء من خطورتها علي أي مجتمع.. وقد كشفت الإحصاءات الحديثة أن واحدا من كل ثلاثة طلاب في العالم يتعرض للتنمر سواء كان لفظيا أو جسديا أو عبر الانترنت وفي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تصل نسبة الطلاب الذين تعرضوا للتنمر في المدارس تصل إلي 40-50% في بعض البلدان.
"الجمهورية اون لاين" ناقشت خطورة هذه الظاهرة وكيف يمكن مواجهتها مع علماء الإسلام الذين أكدوا أن التنمر يعد من المشكلات الاجتماعية ذات الخطورة العالية التي تواجهها المجتمعات. وأنها تؤدي إلي كثير من المخاطر النفسية للأفراد والجماعات.
يقول الدكتور قمر الدعبوسي بمجمع البحوث الإسلامية: يعتبر التنمر أحد أنواع الإساءة. سواء اللفظية أو الجسدية. وهو سلوك عدواني سيئ وخاصة بين الأطفال في مرحلة الدراسة. التي تفرض فيها القوة علي الطفل الضعيف أو الذي يعاني من مشكلة جسدية تجعله مختلفا عن الآخرين. مما يؤدي إلي إصابة الأطفال بصدمات نفسية.
أضاف د. قمر أن التنمر سلوك خاطئ يصدر من فاعله لفرض سلطة من شخص علي شخص بطرق مختلفة. مما يسبب الأذي لمن يقع عليه الفعل. وبكل أسف نجد أنه ¢أي التنمر¢ قد انتشر بالمدارس والجامعات وفي المنازل.
أنواع التنمر
وحول تعريفه للتنمر أكد د. محمد حرز من علماء وزارة الأوقاف والمدرس بجامعة الكويت أن هناك عدة أنواع تزيد من خطورة التنمر الذي يرفضه الشرع والدين الإسلامي وتكمن في التنمر اللفظي أي الإهانة والتهديد والتمييز العنصري تجاه المتنمر به. ما يتسبب في إيذاء نفسي شديد وتعتبر تجربة قاسية للشخص الواقع عليه الفعل.. والتنمر الجسدي وهو اللجوء إلي العنف والضرب ما يسبب إيذاء بدنيا يترك أثرا نفسيا علي المدي الطويل للمتنمر عليه.. بالإضافة إلي التنمر الإلكتروني أي ¢الابتزاز الإلكتروني¢ بمعني أنه يخرج من رحم مواقع التواصل الإجتماعي الذي كثر في العصر الحديث. ويكون من خلال تشويه سمعة الآخرين سواء سرا أو علانية عن طريق رسائل أو فيديوهات أو صور تسبب الإهانة للطرف الآخر.. وهناك أيضا التنمر العرقي ويشمل التنمر علي الجنس أو اللون أو الدين. ويعتبر من أشكال التنمر الخطيرة علي المجتمع والتي قد تتسبب في مشكلات كبيرة قد تصل إلي القتل.
ويري د. حرز أن من أخطر أنواع التنمر هو ما يقع في المدارس. حيث أسباب التنمر في المدارس مما يؤدي إلي ظهور العنف في المجتمع بشكل عام. كما يؤدي إلي ظهور ظاهرة التنمر بين المراهقين من طلاب المدارس والجامعات.. وتجعل الطفل يلجأ إلي التنمر نتيجة وجود اضطرابات سلوكية قد تتطلب اللجوء إلي العلاج النفسي.
غياب الأسرة
ويري الشيخ عمر حسين عويس عضو نقابة القراء أن السبب الرئيسي في انتشار التنمر يكمن في عدم متابعة الأسرة وانشغال الآباء عن أبنائهم مما يؤثر علي الطفل بشكل كبير. ما قد يدفعه إلي اللجوء للعنف نتيجة افتقاده لدور الأسرة الحقيقي.
يضاف إلي ذلك الخلافات التي تحدث بين الأم والأب داخل المنزل. والتعرض إلي العنف الأسري يجعل الطفل يلجأ إلي التنمر بمن هم أضعف منه داخل المدرسة.
مضيفا أن غياب دور المعلم داخل المدرسة وعدم وضع حدود للتعامل مع طلابه. هذا الأمر يشكل خطورة كبيرة مما يجعل الطفل يفقد القدوة التي يجب أن تتمثل في المعلم الذي يفشل في حل المشكلات القائمة بين الطلاب ويؤدي إلي لجوء بعضهم إلي التنمر.
ولا نغفل جانبا هاما يجب الإشارة إليه وهو وجود ألعاب إلكترونية تعتمد علي العنف. ما يؤثر علي شخصية الطفل وهذا يدفعه إلي التنمر.
إحصائية مخيفة
ويرصد الشيخ محمد حامد العزب من علماء الأزهر والأوقاف العديد من الإحصائيات التي وردت عن التنمر والتي أعلنتها منظمة اليونسكو وجود ربع مليار طفل في المدارس يتم التنمر عليهم من بين مليار طفل في العالم. والدراسة التي أجرتها اليونسكو نظرت في عينات 19 دولة. وأثبتت النتائج أن 34% من الطلاب يتعرضون إلي التنمر اللفظي والمعاملة القاسية. و8% منهم من يتعرضون للتنمر البدني.
طرق العلاج
وقد أجمع هؤلاء العلماء علي أن من أهم طرق علاج التنمر والتخلص من هذه الظاهرة يأتي بزيادة الوازع الديني وتقويته لدي الأطفال منذ الصغر. والتواصل الجيد بين الآباء والأبناء. والحرص علي تقديم النصائح اللازمة لكيفية تعامل الأطفال مع زملائهم سواء داخل المدرسة أو خارجها. ويجب علي المعلمين داخل المدرسة اتخاذ إجراءات رادعة مع الطفل المتنمر علي زملائه. وكذا تعزيز الثقة بالنفس لدي الأطفال والتعرف علي نقاط القوة والضعف والعمل علي علاج نقاط الضعف.. مع تعليم الأطفال أنواع من الرياضة التي تعزز ثقتهم بأنفسهم مصداقا لقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل.
حفظ الله شبابنا وأطفالنا من كل مكروه وسوء.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق