كشفت هيئة البث العبرية الرسمية في تقرير نشرته يوم الأربعاء، عن توثيق جديد لعملية اعتداء بالتناوب ارتكبها جنود الاحتلال بحق أسير فلسطيني في معتقل سدي تيمان سيئ السمعة بصحراء النقب.
وأظهر مقطع فيديو مسرب، بحسب التقرير، تفاصيل مروعة للاعتداء الذي استمر 18 دقيقة، مما أثار موجة غضب واسعة.
تفاصيل الواقعة
وفقاً لتحقيق أجرته وسائل إعلام عبرية، تضمنت الحادثة اعتداء جنود من وحدة "القوة 100" على الأسير الفلسطيني، الذي كان مقيداً ومعصوب العينين، أثناء تفتيش في المعتقل.
وادّعى أحد جنود الاحتلال ، في إفادته خلال التحقيق، أن الأسير الفلسطيني حاول مقاومة الاعتداء من خلال محاولة عض أحد الجنود ونزع مسدس كهربائي (تيزر) منه، مما دفع الجنود إلى تصعيد الاعتداء.
ومع ذلك، لم تُقدم أدلة مادية تثبت هذه الرواية، بينما وثّق الفيديو أعمال عنف شديدة شملت الضرب، الركل، واستخدام أدوات حادة.
تفاصيل الاعتداء
أفادت تقارير إعلامية عبرية، بما في ذلك صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن الاعتداء شمل طعن الأسير بجسم حاد في منطقة حساسة، مما تسبب في تمزق داخلي ونزيف حاد، إلى جانب كسور في الأضلاع وثقب في الرئة.
كما استخدم الجنود مسدساً كهربائياً على رأس الأسير وسحلوه على الأرض، بينما أُجبر على وضع هراوة في فمه وسط صراخه من الألم.
تم نقل الأسير لاحقاً إلى مستشفى بسبب إصاباته الخطيرة، بعد ملاحظة طاقم المعتقل لنزيف حاد على ملابسه.
ردود الفعل والتحقيقات
أثارت الحادثة استنكاراً دولياً، حيث طالب ناشطون ومدونون على منصات التواصل بإرسال الفيديو إلى المحاكم الدولية لملاحقة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
ووصف البعض الواقعة بـ"الجريمة المروعة" التي تُضاف إلى سجل انتهاكات معتقل سدي تيمان، الموصوف بـ"غوانتانامو إسرائيل" بسبب تقارير عن تعذيب وقتل أسرى فلسطينيين.
وأكدت هيئة البث العبرية أن النيابة العسكرية قدمت لوائح اتهام ضد خمسة جنود احتياط، بينهم ضابطان، بتهم الاعتداء القاسي والتعذيب في ظروف مشددة.
لكن التحقيقات أثارت جدلاً داخل كيان الاحتلال ، حيث اقتحم متطرفون يمينيون، بدعم من أعضاء كنيست، المعتقل في يوليو/ تموز 2024 احتجاجاً على توقيف الجنود المتورطين.
تُسلط هذه الحادثة الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في معتقلات الاحتلال، مما يُجدد الدعوات لتدخل دولي لحماية حقوقهم. ومع استمرار التحقيقات؟
0 تعليق