مع اقتراب امتحانات الثانوية العامة، يتزايد الضغط النفسي والذهني على الطلاب، ويصبح تنشيط المخ والحفاظ على تركيزه في أفضل حالاته من أهم مفاتيح التفوق. وفي هذا السياق، يقدم د. عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، مجموعة من النصائح العلمية التي تعزز كفاءة الدماغ وتدعم قدرات الطلاب على الفهم والتذكر وتحقيق أعلى الدرجات.
يؤكد الدكتور حجازي أن أول خطوة نحو تنشيط المخ هي الإيمان بقدراته المذهلة، فالعقل قادر على استيعاب كميات هائلة من المعلومات، والنظرة الإيجابية إلى الذات تُعد محفزاً أساسياً للدافعية والاستمرار في المذاكرة بفعالية.
ويضيف أن التركيز العميق هو العامل الأهم، حيث ينبغي على الطالب تجنب تشتيت الانتباه وتعدد المهام، بل تقسيم الوقت والتركيز على مهمة واحدة فقط في كل مرة.
أما الحالة النفسية والمزاجية فهي تلعب دوراً حيوياً في تحفيز الدماغ؛ فالتفاؤل، الثقة بالنفس، والشعور بالإنجاز جميعها تعزز من أداء المخ وتساعد على الاستيعاب السريع.
ومن بين النصائح اللافتة التي يقدمها الدكتور حجازي، أن المخ كائن اجتماعي؛ يتغذى على التفاعل والنقاش، لذلك ينصح بالمشاركة في مجموعات دراسية مع زملاء يتميزون بالجدية والنشاط، حيث تساهم المناقشات في تعميق الفهم وزيادة التركيز.
كما يشير إلى أهمية التغذية الراجعة؛ فتلقي الطالب لتعليقات حول نقاط القوة والضعف في أدائه يعزز قدرته على تصحيح الأخطاء وتحسين مستواه، ويمكن تحقيق ذلك من خلال التفاعل مع الزملاء أو المعلمين، أو عبر حل الأسئلة التي تقدم تصحيحاً فورياً.
النوم العميق لا يقل أهمية عن الدراسة، فهو يساهم في ترسيخ المعلومات وتنشيط المخ، إلى جانب التغذية الجيدة وشرب كميات كافية من الماء، والتي تضمن تدفق الدم المؤكسج إلى المخ، فضلاً عن ممارسة الرياضة المنتظمة التي تزيد من النشاط العقلي والبدني.
ويحذر الدكتور حجازي من الإرهاق الذهني، مؤكداً أن السهر والمجهود الزائد يؤثران سلباً على قدرة الدماغ، لذا من المهم أخذ فترات راحة منتظمة خلال المذاكرة لتجديد النشاط.
ومن الجوانب العلمية المثيرة أن المخ يحتوي على مناطق متعددة مسؤولة عن أنماط مختلفة من المعلومات، مثل البصرية والسمعية والحركية، وتنشيط هذه المناطق جميعاً عبر أساليب تعلم متنوعة يزيد من فعالية المذاكرة.
وأخيراً، يشدد على أن البيئة الدراسية تلعب دوراً لا يقل أهمية؛ فالمكان الهادئ، الجيد التهوية والإضاءة، والمنظم، يرفع من مستوى التركيز ويهيئ المخ للعمل بكفاءة، كما أن الدعم الأسري والتحفيز العاطفي يشكلان رافعة قوية للنجاح.
بهذه الإرشادات الذهبية، يمكن لطلاب الثانوية العامة أن يحولوا فترة الامتحانات من مصدر للقلق إلى مرحلة للتفوق، مدعومين بفهم علمي متكامل لطبيعة العقل البشري وكيفية التعامل معه بذكاء.
0 تعليق