الصمادي: الاحتلال غير إستراتيجيته تجاه اليمن لكنه لن يتحمل الاستمرار - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء الركن محمد الصمادي إن الهجمات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على اليمن تمثل تحولا نوعيا في قواعد الاشتباك، وتعكس تغييرا في إستراتيجية الاحتلال تجاه تهديدات جماعة أنصار الله (الحوثيين).

وأوضح في تحليل للمشهد العسكري أن ما تشهده المنطقة هو عرض للقوة يهدف إلى استعادة الردع، لكنه أشار إلى أن الضربات لا تقدم حلا نهائيا للصراع، بل تُستخدم كأداة مزدوجة للردع والاستنزاف، في إطار غرفة عمليات موحدة تجمع الولايات المتحدة وإسرائيل.

وأضاف أن تل أبيب باتت مصممة على تحمّل التكلفة الباهظة لهذه العمليات، بهدف إدامة الضغط على البنى التحتية اليمنية، لافتا إلى أن قصف مطار صنعاء ومحطات الكهرباء والمصانع يندرج ضمن هذه السياسة، ويبعث برسائل غير مباشرة لحلفاء الحوثيين، وفي مقدمتهم إيران.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن تعطيل مطار صنعاء الدولي "بشكل كامل"، متّهما الحوثيين باستخدامه لنقل الأسلحة، كما قصف محطات كهرباء ومصنع إسمنت في عمران، زاعما أنه يُستخدم لبناء الأنفاق. واستهدفت الهجمات أيضا خزانات وقود ومنشآت مدنية، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.

واستغرق الهجوم قرابة ساعة، ونفذته عشرات الطائرات، حسب صحيفة "يسرائيل هيوم"، التي قالت إن الطائرات الإسرائيلية عادت إلى قواعدها بعد تنفيذ المهام، وسط تأكيدات من الحوثيين بأن الضربات طالت عدة مناطق حيوية، بينها حزيز وذهبان وعصر وعطان.

إعلان

وأكد الصمادي أن هذه الهجمات -رغم تكرارها- قد تحدث أضرارا مؤقتة، مشيرا إلى أن القنابل المستخدمة مخصصة لتعطيل المدارج عبر اختراقها، مما يمنع استخدامها لفترات محدودة قبل أن تُعاد صيانتها لاحقا.

تحول وزخم متواصل

واعتبر أن الاستهدافات المتكررة للمواقع ذاتها تعكس تحولا في طبيعة العمليات، حيث لم تعد الضربات متقطعة كما في السابق، بل باتت تأتي بزخم متواصل، في محاولة لإحداث تأثير دائم على القدرات اللوجستية والعسكرية للحوثيين.

ورأى أن إسرائيل تسعى لإحداث شلل في البنية التحتية التي يعتمد عليها الحوثيون في تسيير الطائرات المسيّرة وإطلاق الصواريخ الفرط صوتية، لكنه نبه إلى أن هذه الأسلحة موزعة في مناطق شاسعة ومحصنة، يصعب تدميرها بضربة واحدة.

وشدد الصمادي على أن اليمنيين باتوا قادرين على التكيّف مع هذا النوع من الهجمات، بعد سنوات من المواجهة المستمرة، مضيفا أن استمرار التأثير يرتبط بقدرة الحوثيين على تنفيذ ردود نوعية تفرض توازنا جديدا في المعادلة.

وفيما يتعلق بإمكانية استمرار الغارات لفترات طويلة، قال الصمادي إن من الصعب على إسرائيل تحمّل هذا النوع من العمليات بشكل دائم، نظرا لتكلفتها العالية، مشيرا إلى أن الجانب الأميركي كان بإمكانه تنفيذ الهجمات عبر قواعده أو قطعه البحرية، بما يقلص الكلفة والتحديات.

وأشار الصمادي إلى أن واشنطن تعمدت منح إسرائيل الأفضلية في قيادة هذه الضربات، لتأكيد حضورها في الساحة الإقليمية، ومنحها "الكريدت السياسي" في مواجهة النفوذ الإيراني، رغم أن الاستمرار في هذه الإستراتيجية سيشكل عبئا متزايدا على الاحتلال.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق