كتب يوسف الشايب:
أعلنت الشاعرة الكويتية، د. سعاد الصباح، عن منحها جائزة الإبداع الفلسطيني لهذا العام، للشاعرة الفلسطينية د. آلاء القطراوي، عن ديوانها "خيمة في السماء"، المشارك في مسابقات جائزة سعاد الصباح للإبداع الأدبي لدورة العامين 2023 - 2024.
وأكدت الصباح استمرارها بمنح جوائز الإبداع الفلسطيني، التي بدأتها منذ ثمانينيات القرن الماضي، إضافة إلى مواصلة دعمها المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني في داخل فلسطين وخارجها، والذي "يقدم تضحيات تظل أسمى من الجوائز والتكريمات، وما تسطره الأمهات الغزاويات وما يبديه أطفال وشباب غزة من بطولات أعلى من كل الكلام، في ظل عقود طويلة من الاحتلال الصهيوني المجرم".
وأوضحت أن ما قدمته آلاء القطراوي عن ديوانها "خيمة في السماء" ألقى بعض الضوء على المأساة المتواصلة، "التي يعيشها شعبنا في قطاع غزة، في ظل آلة البطش العسكرية الصهيونية التي لا تراعي حجراً أو بشراً من لحم ودم"، لافتة إلى أن "القطراوي انطلقت في إبداع أشعارها في هذا الديوان من مأساة شخصية دامية، وهي استشهاد أطفالها الأربعة، الذين قوّض المحتل المنزل فوق رؤوسهم، وبقيت جثثهم فيه لأربعة أشهر، بعد أن منع المحتل الإسرائيلي الوصول إليه".
وذكرت الصباح أن "اختيار ديوان القطراوي لنيل هذه الجائزة، لم يأتِ بناء على مضامينه فقط، بل لأسلوبه المقتدر الذي أظهرت من خلاله الشاعرة امتلاكها الأدوات الفنية بجدارة لا تخطئها عين".
بدورها، عبرت القطراوي عن فخرها بالحصول على الجائزة، كاتبة على صفحتها في "إنستغرام": بعد شكر الله وحمده، شكراً للشاعرة الدكتورة سعاد الصباح، وإنه شرف أن أنال هذه الجائزة منها باعتبارها أيقونة شعرية أصيلة في سمائنا العربية، والتي لطالما أكدت على نصرة القضية الفلسطينية، كما وأشكر الأستاذ القدير علي المسعودي مدير دار سعاد الصباح، وكل الشكر للكويت الجميلة.
وأهدت القطراوي الجائزة لأبنائها الذين استشهدوا في حرب الإبادة "يامن، وكنان، وأوركيدا، وكرمل، فكل قصيدة أكتبها هي منهم وإليهم".
وهنأ الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين القطراوي لحصولها على الجائزة، واعتبرها "استحقاقاً يليق بالمبدعة الشاعرة القطراوي أماً وشاعرة راسخة الوعي، امتشقت روح المقاومة والثبات والصبر على أهوال المقتلة الظالمة في قطاع غزة، كما أنها أم لأربعة شهداء أطفال قضوا في قصف همجي احتلالي مُنافٍ للأخلاق والإنسانية وكل الشرائع، وهي الشاعرة التي تصبر ولكن ليس بسكوت المستسلمين لجحيم الواقع، بل برت قلمها المحارب رغم مرارة الفقد، وألم الفراق، ليواجه قلمها المهند الموت في كل لحظة وهي تعبر عن حقها وحق شعبها في الحياة.
يُذكر أن القطراوي، التي لا تزال محاصرة في قطاع غزة، سبق لها أن أصدرت ديواناً شعرياً في العام 2012، وكانت قبل حرب الإبادة معلمة في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وقد نالت العديد من الجوائز والتكريمات.
0 تعليق