عاجل

شح المياه يفاقم أزمات المكسيك مع أميركا ومزارعوها يدفعون الضريبة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

أراض جافة على امتداد البصر، حيوانات نافقة بكل مكان، وأجيال كاملة من المزارعين تقف على حافة الهاوية بعد أن ضربت موجة جفاف تاريخية شمالي المكسيك مفاقمةً أزمة سياسية مع الجارة الشمالية الولايات المتحدة.

وتناولت حلقة برنامج "المرصد" بتاريخ (2025/5/5) أزمة المياه الحادة بين البلدين الجارين بعد فشل المكسيك في الإيفاء بالتزاماتها المائية المنصوص عليها في معاهدة المياه المبرمة بين البلدين منذ عام 1944، وذلك بسبب الجفاف الشديد الذي ضرب شمالي البلاد.

وتعاني ولاية تشيواوا المكسيكية من تراجع غير مسبوق في معدلات هطول الأمطار نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث شملت موجة الجفاف أكثر من 64% من أراضي الولايات الشمالية، مؤدية إلى تناقص حاد في منسوب المياه بالسدود وتهديد معيشة آلاف المزارعين.

يقول المزارع خيسوس خوسيه ألفاريز من بلدة خوليمس في ولاية تشيواوا متحسرا "نفقت لدينا بسبب العطش نحو سبع أو ثمان بقرات، وبعنا بين خمس وسبع منها، كنا نملك حوالي 60 أو 70 رأس بقر، والآن لم يتبق لدينا تقريبا أي منها".

وبسبب شح الحقول العشبية والمياه، اضطر المزارعون إلى نقل قطعانهم من المراعي الجبلية إلى السهول المنخفضة، في محاولة يائسة لإنقاذ ما تبقى من ماشيتهم، في وقت يلوح فيه شبح الهجرة القسرية في الأفق.

ويؤكد دييغو أوتشوا الذي يعيش مع أحفاده في ظروف قاسية، "نحن نعيش على تربية الماشية والأبقار، أحضرت أحفادي إلى هنا ليتعلموا رعاية الأبقار، لكن في ظل الوضع الراهن لا أعتقد أننا سنصمد طويلا، ولا أظن أن أحفادي سيتبعون خطاي".

إعلان

أزمة مضاعفة

وتضاعفت أزمة المياه بين المكسيك والولايات المتحدة بعد أن كشفت بيانات لجنة الحدود والمياه الدولية أن المكسيك لم تتمكن من إرسال سوى أقل من 30% من كمية المياه المنصوص عليها في الاتفاقية.

وتقضي معاهدة المياه الموقعة عام 1944 بتقاسم البلدين مياه الأنهار المشتركة، حيث تلتزم الولايات المتحدة بتمرير 1.8 مليار متر مكعب من مياه نهر كولورادو سنويا إلى المكسيك، مقابل سماح المكسيك بوصول ملياري متر مكعب من المياه إلى الولايات المتحدة من نهر ريو غراندي كل خمس سنوات.

وعلى خلفية فشل المكسيك في الوفاء بالتزاماتها، رفضت الولايات المتحدة في مارس/آذار الماضي طلبا مكسيكيا بتحويل كمية مياه طارئة إلى مدينة تيخوانا، في وقت هدد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض عقوبات ورسوم جمركية على المكسيك جراء تأخرها في تسليم حصة بلاده من المياه.

وأكدت المكسيك على لسان رئيستها ومسؤوليها أن عجزها عن الوفاء بالتزاماتها المائية يرجع إلى تحديات استثنائية مثل كارثة الجفاف الشديدة وزيادة الطلب المحلي على المياه، وليس عن تقصير متعمد.

وقد أعلنت وزارة الخارجية الأميركية نهاية أبريل/نيسان المنصرم عن التوصل إلى اتفاق يلزم المكسيك باتخاذ إجراءات لتقليص العجز في إمداداتها، وزيادة تدفق المياه إلى الولايات المتحدة من نهر ريو غراندي بما يضمن تلبية احتياجات المزارعين في ولاية تكساس.

يذكر أن أزمة المياه ليست حديثة العهد، ففي عام 2020 اشتبك الحرس الوطني المكسيكي مع مزارعين غاضبين تظاهروا أمام سد لابوكيا في ولاية تشيواوا احتجاجا على زيادة تصريف مياه السد الحدودي باتجاه الأراضي الأميركية.

المزارعون يتشككون

ويتساءل أحد المزارعين المكسيكيين متشككا في جدوى الاتفاق الجديد "لا أعرف كيف يمكن أن تصل المياه إذا لم يحمل النهر الماء، السدود فارغة، من أين ستنقل المياه إلى الولايات المتحدة؟"، ويضيف آخر "السد بدأ يجف، وقريبا ستبدأ الأسماك بالنفوق، وسيكون العيش هنا صعبا للغاية".

إعلان

وتشير التقارير إلى أن معاهدة المياه التي وقعت قبل 8 عقود لم تأخذ بعين الاعتبار ظاهرة التغير المناخي والنمو الصناعي الهائل على حدود البلدين، مما يزيد من حدة الأزمة وتعقيداتها.

ومع استمرار تفاقم الظروف في ولاية تشيواوا، يبدو أن مغادرة أراضي الأجداد أصبحت الخيار الوحيد أمام الكثير من المزارعين، حيث يقول أحدهم "إذا لم يعد هناك ماء، فسيتعين علينا مغادرة هذه المزرعة والبحث عن مكان آخر، عشت هنا طوال حياتي، ماذا سأفعل في مكان آخر؟".

كما تناولت الحلقة ذكرى حصار سراييفو الذي بدأ قبل 33 عاما وامتد إلى 1425 يوما، حيث استعرضت تجارب الصحفيين البوسنيين والأجانب الذين عاشوا تلك الفترة الصعبة وسط عمليات القنص والقصف التي أودت بحياة نحو 14 ألف شخص.

وتزامنت هذه القصة مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، حيث تحدث عدد من الصحفيين عن تجاربهم القاسية وعن القصف المباشر الذي طال مبنى التلفزيون الرسمي البوسني، وكيف أدى ذلك إلى تأسيس وكالة "سراييفو" للعمل بشكل مشترك تقليلا للمخاطر.

كما سلط "المرصد" الضوء على ورش ترميم الكتب القديمة وتجليدها في القاهرة، وكيف أصبحت هذه المهنة التي تجمع بين الشغف والهواية وسيلة لإنقاذ تراث ثقافي ثمين من الاندثار، حيث تعطي هذه الورش عمرا جديدا للكتب القديمة، فتعيد إليها شكلها ورونقها بوصفها منابع للفكر والمعرفة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق