ورد إلى دار الإفتاء تساؤلات كثيرة حول مدى جواز قراءة سورة الإخلاص بعد ختم القرآن الكريم جماعة، وتكرارها ثلاث مرات، وهل هذا الفعل جائز شرعًا أم لا؟.
دار الإفتاء أصدرت بيانًا أوضحت فيه الرأي الشرعي في هذه المسألة، مؤكدة أن قراءة سورة الإخلاص عقب ختم القرآن جماعيًا أمر جائز شرعًا، استنادًا إلى الحديث الصحيح الذي يبيّن أن السورة تُعدِل ثلث القرآن، وهو ما اعتاد عليه الناس وسار عليه العمل في معظم البيئات الإسلامية.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن الفقهاء استحبوا تكرار سورة الإخلاص ثلاث مرات عقب الختم، كوسيلة لجبر أي نقص قد يكون حصل أثناء التلاوة، وأكدت أن هذا الرأي مدعوم بحديث رواه الإمام البخاري عن أبي سعيد الخدري، ذكر فيه أن رجلًا كان يكثر من تلاوتها، فاعتبرها رسول الله صلى الله عليه وسلم تعدل ثلث القرآن.
وأوضحت الإفتاء، أن أقوال العلماء أجمعت على جواز قراءة الإخلاص بعد الختم جماعة، لكنهم اختلفوا في مسألة تكرارها ثلاثًا، وخصوصًا إذا كان الختم داخل الصلاة.
فبحسب المذهب الحنفي، هناك رأيان في تكرار السورة ثلاثًا خارج الصلاة، مع ميل جمهور مشايخهم إلى الاستحسان، أما داخل الصلاة المكتوبة، فلا يُستحب تكرارها بل تُقرأ مرة واحدة فقط.
وقد ورد هذا في "الفتاوى الهندية" و"فتاوى قاضي خان"، وكذلك في شرح "فتح القدير" للكمال بن الهمام.
أما في المذهب الشافعي، فإن استحباب تكرار السورة ثلاث مرات عند الختم هو الأرجح، كما نقله التاج السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى". وأورد موقفًا حواريًا جمع والده الإمام تقي الدين السبكي وقاضي القضاة الحنفي عماد الدين الطرسوسي، حيث علّق الإمام السبكي بأن المقصود من تكرار الإخلاص ثلاثًا ليس الحصول على أكثر من ختمة، بل للتأكيد على تحقق ختمة واحدة بثواب مؤكد.
وعلى ذلك أن قراءة سورة الإخلاص بعد ختم القرآن جماعة، وتكرارها ثلاثًا، أمر مشروع لا حرج فيه، وله أصل في السنة، ويُستحب العمل به ما لم يكن داخل الصلاة المكتوبة، حسب ما جاء في تفصيلات الفقهاء.
0 تعليق