أظهرت دراسة شاملة عن أعداد الطيور أن 3 أرباع أنواع الطيور في مختلف أنحاء أميركا الشمالية آخذة في الانحدار، وهي أحدث علامة على أزمة انقراض بطيئة الحركة تهدد النظم البيئية بأكملها.
واستندت الدراسة التي نشرت في مجلة "ساينس" إلى بحث نُشر عام 2019 استخدم بيانات الرادار ووجد أن أميركا الشمالية فقدت أكثر من 3 مليارات طائر بين عامي 1970 و2017. لكنها ركّزت على دراسة جغرافية أكثر تفصيلا لاتجاهات أعداد ما يقرب من 495 نوعا من الطيور.
وباستخدام نموذج التعلم الآلي لمراعاة التغيرات في كيفية ملاحظة الناس للطيور بمرور الوقت، وجد الباحثون أن 75% من الأنواع الموثقة كانت في انحدار.
وقام فريق البحث بقيادة الأخصائية البيئية بجامعة سانت أندروز في أسكتلندا، أليسون جونستون بتحليل قاعدة بيانات قوية على الإنترنت تسمى "إيبيرد" (eBird)، والتي تجمع أكثر من 100 مليون مشاهدة للطيور من قبل علماء الطيور المحترفين ومراقبي الطيور الهواة في جميع أنحاء العالم كل عام.
وبالنسبة لغالبية أنواع الطيور، كان الانخفاض الملحوظ بين عامي 2007 و2021 هو الأعظم في الأماكن التي توجد فيها بكثرة، مما يشير إلى أن الطيور تكافح حتى في معاقلها.
إعلان
ويقول العلماء إن الخسائر في أعداد الطيور في القارة يجب أن تكون بمثابة إنذار مبكر للأشخاص الذين يعيشون جنبا إلى جنب مع الطيور.
وقالت جونستون "إن تلك المواقع التي كانت الأنواع تزدهر فيها ذات يوم، والتي كانت البيئة والموئل فيها مناسبين حقا لها، هي الآن الأماكن التي تعاني فيها أكثر من غيرها".
من جهته، قال ريتشارد غريغوري، أستاذ في كلية لندن الجامعية -والذي لم يشارك في البحث- "إن هذه النتيجة تعزز النمط المعروف لتناقص أعداد الطيور، وبشكل عام، تشير الأدلة الكثيرة للأسف إلى تدهور وضع طيور أميركا الشمالية".
ويبدو أن المناطق التي كانت تعتبر في السابق معاقل أو ملاجئ لبعض الأنواع هي نفسها التي تشهد الأزمة الأصعب، في حين تشهد مناطق أخرى ازدهار أنواع لا تعود أصولها إليها، مما يؤشر إلى هجرة جغرافية مرتبطة بالمناخ.
وحسب الدراسة هناك عدة أسباب لهذا التدهور، من بينها رش المزارع -ومعظمها موائل للحشرات التي تتغذى عليها العديد من الطيور- بالمبيدات الحشرية وعلى طول السواحل، وكذلك أعمال البناء وغيرها من الأنشطة التي تلحق ضررا بالشواطئ والأراضي الرطبة حيث تتغذى الطيور وتبني أعشاشها.
كما تؤدي درجات الحرارة الآخذة في الارتفاع في القطب الشمالي إلى تغيير موائل التكاثر الحيوية للطيور التي تعيش وتتكاثر هناك.
ويمكن لهذا التحليل الدقيق أن يساعد العلماء والمسؤولين الحكوميين على فهم العوامل التي تسمح لطيور معينة بالازدهار بشكل أفضل، مما قد يسهم في كيفية حماية أنواع بأكملها.
لكن نشطاء البيئة والمناخ يرون أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدفع قدما بالتغييرات التنظيمية التي تضعف قانونا عمره قرن من الزمان يحمي الطيور المهاجرة وتسمح بمزيد من التعدين والبناء وغيرها من الأنشطة حتى لو كانت تدمر موائل الطيور المهددة بالانقراض وغيرها من الأنواع.
إعلان
وأشارت أماندا رودوالد، عالمة البيئة بجامعة كورنيل والتي شاركت في تأليف الدراسة، إلى أن بعض الضغوط نفسها التي تثقل كاهل الطيور، مثل تغير المناخ وتلوث الهواء، ضارة أيضا بصحة الإنسان ورفاهيته.
0 تعليق