أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، خلال لقائه السبت وفدًا من وزارة الأوقاف، على أهمية اعتماد خطاب ديني وسطي يعكس روح التسامح والانتماء الوطني، داعيًا إلى تطويره بما يتماشى مع طبيعة التحديات التي تواجه المجتمع السوري في هذه المرحلة.
وشدّد الشرع على أن المؤسسات الدينية تتحمل دورًا أساسيًا في الحفاظ على تماسك النسيج المجتمعي، وضرورة أن يتفاعل خطابها مع المستجدات، بعيدًا عن التطرف والانغلاق، بهدف بناء وعي ديني وطني جامع يعزز من وحدة السوريين.
الرئيس الشرع أشار أيضًا إلى الدور المحوري الذي تلعبه المؤسسات الدينية في تعزيز روح التآخي والوئام بين مختلف مكونات المجتمع، معتبرًا أن الخطاب الديني المعتدل يمثل أحد الأدوات المهمة لترسيخ قيم التسامح والعيش المشترك، خاصة في ظل الظروف الأمنية والسياسية التي تعيشها البلاد منذ أكثر من عقد.
كما دعا إلى استثمار المنابر الدينية والمساجد في تعزيز الانتماء للدولة السورية ومواجهة محاولات بث الفتنة والانقسام الطائفي.
من جهته، عرض وزير الأوقاف محمد أبو الخير شكري خلال اللقاء، أبرز ملامح خطة الوزارة في تطوير أداء الأئمة والخطباء، مشيرًا إلى خطوات متقدمة تُتخذ حاليًا على صعيد إعداد الكوادر الدينية وتأهيلها بما يعكس قيم الإسلام السمحة. وأكد الوزير أن تحديث المناهج الدعوية بات أمرًا ملحًا ليتلاءم مع العصر، وأن الوزارة حريصة على تعزيز الخطاب الذي يواجه خطاب الكراهية ويخدم أهداف التلاحم الوطني.
يأتي هذا التحرك في وقت تشهد فيه بعض المناطق السورية توترات أمنية ذات طابع طائفي، أبرزها ما شهدته محافظة السويداء مؤخرًا، حيث أعلنت سلطات المحافظة، يوم الجمعة، تفعيل جهاز الأمن العام وانتشار عناصره بهدف حفظ الأمن والاستقرار.
ويترافق ذلك مع موقف واضح صدر عن شيوخ عقل ووجهاء طائفة الموحدين الدروز، عبر بيان جماعي رفضوا فيه أي دعوات للتقسيم أو الانفصال، وأكدوا تمسكهم بالدولة السورية ومؤسساتها، مشيرين إلى ضرورة أن تكون عناصر الأجهزة الأمنية المنتشرة من أبناء المحافظة.
0 تعليق