أعلنت السلطات الأوكرانية، اليوم السبت، أن مدينة خاركيف، ثاني أكبر مدن البلاد، تعرّضت مساء الجمعة لهجوم روسي مكثف بطائرات مسيّرة، أسفر عن إصابة ما يقرب من 50 شخصًا، في تصعيد جديد استهدف مناطق مدنية مأهولة. 

وأوضح حاكم خاركيف، أوليج سينيجوبوف، في منشور عبر "تليجرام"، أن الهجوم شمل أربع مناطق داخل المدينة، وتسبب في اندلاع حرائق وتدمير مبانٍ سكنية ومنشآت مدنية، إضافة إلى تضرر عدد كبير من السيارات.

 وأضاف أن من بين المصابين فتاة تبلغ من العمر 11 عامًا.

وقبل ساعات من هجوم خاركيف، استهدفت القوات الروسية مدينة زابوريجيا الواقعة جنوب البلاد، ما أسفر عن إصابة أكثر من 20 شخصًا وفقًا للسلطات المحلية. 

وتندرج هذه الضربات ضمن موجة من التصعيد العسكري الروسي ضد مناطق مدنية، في وقت يشهد فيه الملف الأوكراني محاولات أميركية ودولية مستمرة لإحياء المفاوضات المتعثرة من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار.

خاركيف.. مدينة تحت النار
وتُعد خاركيف من أكثر المدن الأوكرانية تعرضًا للقصف الروسي منذ انطلاق الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات، بحكم موقعها الجغرافي القريب من الحدود الروسية. 

وتكررت الهجمات على المدينة في الأشهر الأخيرة، وغالبًا ما كانت تستهدف منشآت مدنية وبنى تحتية، مما أجبر مئات الآلاف من سكانها على الفرار باتجاه الغرب أو إلى خارج البلاد.

ويأتي هذا التصعيد في وقت تكثف فيه الولايات المتحدة جهودها الدبلوماسية لإيجاد مخرج سياسي للنزاع، وسط مؤشرات متضاربة من موسكو وكييف بشأن الانفتاح على الحلول التفاوضية.

 وتواجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحديات متزايدة في تحقيق التوازن بين استمرار الدعم العسكري لكييف من جهة، ومحاولة التوصل إلى تسوية دبلوماسية تُنهي الحرب من جهة أخرى.