على وقع تذبذب أسعار الدولار الأمريكي وارتفاع أسعار الذهب، تتجه الأنظار إلى أسعار النفط، وسط تأكيد خبراء أن استمرار عدم الاستقرار في سعر صرف الدولار قد يؤدي إلى مزيد من التحديات في أسواق الطاقة العالمية.
علاقة عكسية بين الدولار والنفط
قال الخبير في قطاع الطاقة المهندس هاشم عقل، خلال استضافته عبر برنامج "أخبار السابعة" على شاشة "رؤيا"، إن العلاقة بين الدولار الأمريكي وسعر النفط من أكثر العلاقات تعقيدًا وتأثيرًا بالاقتصاد العالمي، موضحًا أنها علاقة عكسية؛ فارتفاع سعر صرف الدولار يؤدي إلى انخفاض أسعار النفط والعكس صحيح.
وبيّن عقل أن ارتفاع الدولار يجعل شراء النفط مكلفًا أكثر للدول التي تستخدم عملات أخرى، في حين أن انخفاض الدولار يؤدي إلى تراجع أسعار النفط، مما ينعكس سلبًا على إيرادات الدول المنتجة ويؤثر على الاستثمارات مستقبلاً.
لا بديل للدولار في تسعير النفط
أوضح عقل أن الدولار لا يزال العملة المعتمدة في اتفاقيات تسعير النفط عالميًا، مشيرًا إلى أن نحو 58% من احتياطات النقد العالمية مقومة بالدولار، مما يعزز من مكانته رغم التغيرات الاقتصادية.
وأكد أن الولايات المتحدة، عبر سياساتها الجمركية الجديدة، تسعى إلى خفض سعر الدولار لدعم صادراتها، لافتًا إلى أن الدولار انخفض منذ بداية العام بنسبة 8.5%.
محاولات أمريكية لرفع قيمة اليوان الصيني
أشار عقل إلى أن الولايات المتحدة تسعى لدفع الصين إلى رفع قيمة اليوان الذي تعمد بكين إلى تخفيضه بشكل متكرر لدعم صادراتها، مؤكدًا أن ارتفاع سعر الدولار يؤثر على الدول المستوردة للنفط، التي تضطر إلى دفع مبالغ أكبر للحصول على النفط.
تأثير الدولار على الدول المصدرة والمستوردة للنفط
قال عقل إن بعض الدول التي ترتبط عملاتها بسعر صرف الدولار لا تتأثر كثيرًا بتذبذبه، لكنه أكد أن تراجع الدولار يضر بالدول المصدرة للنفط من خلال تقليص إيراداتها وضعف قدرتها الشرائية.
وأوضح أن الدول المستوردة مثل الأردن، الذي يعتمد على استيراد 96% من احتياجاته النفطية والغازية، تتأثر سلبًا بارتفاع أسعار النفط، مما يكلف الخزينة والمواطنين نحو 4 مليارات دينار سنويًا.
تراجع نفوذ أوبك أمام منتجين جدد
أوضح عقل أن منظمة أوبك فقدت جزءًا كبيرًا من هيمنتها على أسواق النفط، مع بروز منتجين كبار خارج المنظمة مثل الولايات المتحدة، البرازيل، الأرجنتين، كندا، روسيا، وغويانا.
وأشار إلى أن إنتاج أوبك والدول المتحالفة معها يشكل حاليًا نحو 46% من الإنتاج العالمي، بعد أن كان سابقًا 65%، مما أضعف قدرتها على التحكم بالأسواق، خاصة مع وجود منتجين خارج المنظمة غير مقيدين بالاتفاقيات.
مستقبل النفط مهدد بالطاقة البديلة
توقع عقل أن يبدأ النفط بفقدان أهميته مع بداية عام 2030، نتيجة التحول إلى الطاقة البديلة وانتشار المركبات الكهربائية، مما سيؤدي إلى انخفاض الطلب عليه عالميًا.
تقلبات السوق تؤجل انخفاض الأسعار في الأردن
قال عقل إنه كان هناك أمل بانخفاض كبير لأسعار المشتقات النفطية في الأردن الشهر الماضي عندما وصل سعر برميل النفط إلى 58 دولارًا، إلا أن التدخلات الخارجية وعودة الانتعاش إلى الأسواق دفعت السعر للارتفاع مجددًا إلى 67 دولارًا.
وأشار إلى أن هذه التقلبات السريعة ستحول دون حدوث انخفاض كبير في أسعار المشتقات النفطية محليًا.
توقعات بانخفاض طفيف لأسعار الوقود في الأردن
توقع عقل أن يشهد الأردن انخفاضًا طفيفًا في أسعار الوقود الشهر المقبل، مع انخفاض سعر لتر البنزين 90 بنحو 15 فلسًا، وسعر لتر البنزين 95 بنسبة 1.3%، وانخفاض سعر لتر الديزل بنحو 20 فلسًا، مع ثبات سعر الكاز عند 620 فلسًا.
0 تعليق