هزت جريمة قتل شهدها مسجد خديجة في قرية غراند كومب بإقليم غار جنوب فرنسا، صباح الجمعة الماضي، الرأي العام الفرنسي، حيث تمكنت السلطات من تحديد هوية المشتبه به، وهو شاب فرنسي من أصول بوسنية يبلغ من العمر 20 عامًا، لا يزال فارًا من العدالة.
الحادث أثار استنكارًا واسعًا ودفع السلطات إلى تكثيف جهودها للقبض على الجاني.
تفاصيل الجريمة البشعة
وقعت الجريمة حوالي الساعة 7:48 صباحًا في 25 أبريل 2025، عندما كان الضحية، أبوبكر، شاب مالي يبلغ من العمر 22 عامًا، ينظف قاعة الصلاة في مسجد خديجة بحي تريسول استعدادًا لصلاة الجمعة.
وفقًا لتسجيلات كاميرات المراقبة، دخل المشتبه به المسجد دون خلع حذائه، وبعد تبادل كلمات مع أبوبكر، هاجمه أثناء ركوعه للصلاة، موجهًا له ما بين 40 إلى 50 طعنة بسكين حاد طويل.
لم يكتفِ الجاني بذلك، بل التقط هاتفه وصور الضحية وهو يحتضر.
عُثر على جثة أبوبكر حوالي الساعة 11:30 صباحًا من قبل مصلين، مما دفع السلطات إلى فتح تحقيق عاجل بتهمة القتل العمد.
وكشفت التحقيقات أن الجاني، الذي يُدعى "أوليفييه هـ." وفقًا لصحيفة "لو باريزيان"، شارك مقطع الفيديو عبر منصة "ديسكورد" قبل حذفه لاحقًا.
من هو المشتبه به؟
المشتبه به، وهو مواطن فرنسي من أصول بوسنية، كان يعيش في المنطقة دون أن يكون مسجلاً في سجلات الدرك.
ووفقًا لصحيفة "لو باريزيان"، كان الشاب يعتمد على الإعانات الاجتماعية ويقضي معظم وقته في ألعاب الفيديو.
استجوب المحققون شقيقه الأصغر، وهو قاصر، لفترة وجيزة، لكن تم استبعاده من القضية وتبرئته.
المدعي العام في أليس، عبد الكريم غريني، أكد أن المشتبه به لم يكن معروفًا بين المصلين ولم يسبق له زيارة المسجد، ومن المحتمل أنه لم يكن يعرف الضحية شخصيًا.
الضحية: أبوبكر
كان أبوبكر، البالغ من العمر 22 عامًا، شخصية محبوبة في غراند كومب، حيث وصفه السكان المحليون بأنه شاب ودود ومجتهد.
وصل من مالي قبل بضع سنوات وحصل على شهادة مهنية في البناء.
كان يتطوع أسبوعيًا لتنظيف المسجد، مما جعله وجهًا مألوفًا بين المصلين.
أطلق سكان المنطقة حملة تبرعات لتغطية تكاليف إعادة جثمانه إلى عائلته في مالي، في خطوة تعكس مدى تأثرهم بالحادث.
دوافع غامضة وتحقيقات مستمرة
لا تزال دوافع الجريمة غامضة، حيث يجري التحقيق في فرضيتين رئيسيتين: الدافع العنصري أو الكراهية ضد المسلمين، إلى جانب تقييم الحالة النفسية للمشتبه به.
أشار المدعي العام غريني إلى أن مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب (Pnat) يراقب القضية عن كثب، مع احتمال توليه التحقيق إذا تأكدت الدوافع الإرهابية.
كما أُرسل ثلاثة محققين من وحدة مكافحة الإرهاب في باريس لدعم الشرطة القضائية في نيمس وقوات الدرك.
من المقرر إجراء تشريح لجثة الضحية لتحديد تفاصيل الإصابات.
ردود فعل رسمية ومجتمعية
أدان رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا بايرو، الجريمة عبر منصة X، واصفًا إياها بـ"الفظاعة المعادية للإسلام"، وتعهد بحشد كل موارد الدولة للقبض على الجاني ومعاقبته.
كما ندد وزير الداخلية، جيرالد دارمانان، بالحادث، واصفًا إياه بـ"اغتيال شنيع في مكان عبادة مقدس"، معبرًا عن تضامنه مع عائلة الضحية والجالية المسلمة.
من جانبه، عبر المسجد الكبير في باريس عن صدمته الشديدة وأدان الجريمة، داعيًا السلطات إلى الكشف السريع عن دوافعها.
كما كشف النائب الفرنسي عبد القادر لحمر عن دوافع عنصرية محتملة، مؤكدًا أن الجاني صور الفيديو لإبراز كراهيته للضحية.
0 تعليق