قال محللون إسرائيليون إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية يحاول التنصل من الصفقة الجديدة القابلة للتنفيذ، في حين أكد مراسلون وصحفيون أن رئيس الحكومة تسبب في تفاقم معاداة السامية ونبذ إسرائيل دوليا.
فقد أكدت محللة الشؤون السياسية في القناة الـ12 دانا فايس أن نتنياهو يوحي للمقربين منه أن الاتفاق المطروح حاليا "لم يعد يشغل اهتمامه"، ويقول المحيطون به إنهم "لا يتعاملون مع المقترح، ويناقشون خطة احتلال غزة"، رغم تأكيد فايس أن فريق التفاوض لا يزال يبحث المقترح ويتواصل مع الوسطاء.
ونقلت فايس عن أحد المطلعين على التفاصيل أن احتمال التوصل إلى اتفاق وفق صيغة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف "سيكون كبيرا إذا كانت هناك رغبة سياسية"، مشيرة إلى أن موقف نتنياهو انقلب 180 درجة خلال 3 أشهر.
والحديث نفسه أكده محلل الشؤون العسكرية في قناة كان روعي شارون بقوله إن نتنياهو طلب صفقة جزئية ورفض التبادل الشامل، ثم ذهب إلى الحديث عن صفقة شاملة ورفض التبادل الجزئي، واليوم بعد المقترح الجديد عاد ليغير موقفه مرة أخرى.
ولفت شارون إلى أن نتنياهو قال قبل عام إن إسرائيل أصبحت على بعد خطوة من الانتصار، وبعدها قال إنها قاب قوسين أو أدنى من الانتصار، واليوم يقول إنها في المرحلة النهائية من عملية القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأضاف "نتنياهو يقول إنه إذا كان هناك من يصدّق الحديث عن النصر المطلق فسأبيعه له".
أما القائد السابق للدفاع الجوي إيلان بيتون فقال إن حديث نتنياهو عن رعب حماس من عملية غزة لا يختلف عن أحاديثه السابقة عن ردعها، في حين الأكثر توترا هي حكومة إسرائيل التي ألقت حماس بالكرة في ملعبها.
وفي تلويح جديد بالتصعيد، قال حاجاي أنفريست -وهو والد أسير بغزة- إن نتنياهو "مشغول ببقائه السياسي منذ بداية الحرب، وهو يضحي بالأسرى وبالجنود الذين يقاتلون في غزة، وحوله رجال متطرفون لا يهتمون إلا بالاستيطان".
إعلان
وأضاف "أقول لرئىس الحكومة إن هذا لن يفيده، لأن ما فعلناه الأحد الماضي هو نموذج مصغر لما سنفعله في عموم البلاد، وذلك في إشارة إلى الإضراب الذي شارك فيه مئات الآلاف للمطالبة بوقف احتلال غزة واستعادة الأسرى".
تفاقم معادة الإسرائيليين
وفي تطور آخر متعلق بالحرب، قال مراسل القناة الـ14 في أوروبا ناتي لينفرمان إن نتنياهو بعث رسالة أمس الأربعاء إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ربط فيه بين سعي الأخير للاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية وبين انفجار معاداة السامية في باريس، متهما ماكرون بتأجيج هذه الظاهرة.
لكن الفرنسيين ردوا على هذا الكلام بأنهم "لن يتلقوا دروسا في معاداة السامية، وأن السبب الأكبر لتفاقم هذه الظاهرة هو عمليات إسرائيل في غزة وما يريد جيشها أن يفعله".
والأمر نفسه أكده الصحفي الإسرائيلي تشيكو منشيه بقوله إن زميلة له أخبرته بأن عائلتها طُردت من مطعم في إسبانيا قبل أيام، وذلك بعد طُردت عائلة أخرى من مركبة عمومية بالنمسا.
وقال منشيه إن هذا "لم يعد حدثا استثنائيا، وإنما واقع الإسرائيليين الجديد، لأن نتنياهو فشل في إدارة الحرب سياسيا وإعلاميا، وفي النهاية ندفع كلنا الثمن عبر طرد السياح من الدول ووصف شركات إسرائيلية بأنها "منبوذة عالميا"، مضيفا "عندما تنكشف صورة غزة سيقول نتنياهو إنها حملة جديدة لليسار".
0 تعليق