أثار مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع في شمال ويلز موجة غضب محلية، بعد أن أظهر مجموعة من السياح الإسرائيليين المتطرفين وهم يقومون بتفكيك صليب حجري تاريخي على منحدرات "جريت أورم" في بلدة لاندودنو الساحلية، ويعيدون ترتيب الحجارة على شكل نجمة داوود.
صليب عمره نصف قرن
ويعود تاريخ الصليب الحجري، الذي يبلغ طوله نحو 18 متراً، إلى أكثر من خمسين عاماً، ويعد جزءاً من المشهد الثقافي والمعماري للمنطقة. ويقع على تلة تطل على مشاهد خلابة لجبال سنودونيا وجزيرة أنجلسي والبحر الإيرلندي، وكان منذ عقود رمزاً مألوفاً للسكان والزوار.
تفاصيل الحادثة
الفيديو، الذي نشر على إحدى مجموعات "فيسبوك" المحلية، أظهر شباناً بعضهم يرتدي الكيباه (غطاء الرأس اليهودي)، وهم يركلون أحجار الصليب وينقلونها لإعادة تشكيلها في هيئة نجمة داوود. ولم يتأكد ما إذا كان الشكل قد اكتمل قبل مغادرة المجموعة.
ردود فعل غاضبة
وأثارت الحادثة ردود فعل واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وصفها سكان محليون بأنها "عمل مستفز وغير محترم". وكتب أحد المعلقين: "هذا الصليب موجود هنا منذ سنوات… احترموا أي دين مهما كان"، فيما قال آخرون إن الواقعة "مخزية" و"صادمة". وأضاف بعضهم أنه "لو تم تفكيك رمز يهودي لصنع صليب، لاعتبر الأمر جريمة كراهية".
ترميم المعلم
بحلول عطلة نهاية الأسبوع، قام متطوعون محليون بإعادة بناء الصليب إلى وضعه السابق. وقال سكوت بادي، أحد المشاركين في الترميم، إن خطوته لم تكن بدافع ديني وإنما بسبب رمزية المعلم، مؤكداً: "الصليب كان جزءاً من لاندودنو لأكثر من 50 عاماً واعتنى به السكان والزوار على حد سواء".
القلق من تنامي التوتر
إلى جانب الغضب الشعبي، عبر بعض سكان البلدة عن خشيتهم من أن تؤدي الحادثة إلى توتر العلاقات مع المجتمع اليهودي، الذي له جذور تاريخية في المنطقة تعود لأكثر من قرن، حيث اعتادت العديد من العائلات اليهودية قضاء عطلاتها الصيفية في لاندودنو جيلاً بعد جيل.
جدل حول الرموز الدينية
ويعد الصليب الحجري أبرز الأشكال الصخرية الموضوعة على منحدرات "جريت أورم"، إلى جانب أشكال أخرى بسيطة أو كتابات بالأحجار تعود إلى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. غير أن استبداله مؤقتاً برمز ديني آخر أعاد إشعال الجدل حول ضرورة احترام الرموز الدينية والثقافية في الفضاء العام، وسبل الحفاظ على التراث المحلي بعيداً عن الاستفزازات أو التوظيف الطائفي.
0 تعليق