قوافل المساعدات تستثني الفاشر المحاصرة وسكانها يأكلون علف الحيوانات - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

مراسلو الجزيرة نت

الفاشر- بعد أكثر من عام على حصار مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، أعلنت حكومة إقليم دارفور وصول قافلة مساعدات غذائية إلى عدد من المناطق شمال الإقليم، في وقت لا تزال فيه الفاشر تعاني انقطاعا كاملا للإمدادات الغذائية والطبية، وسط قصف متواصل ونزوح داخلي متزايد.

وحسب مسؤولين محليين، وصلت 86 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية إلى دارفور، بينها 18 شاحنة دخلت محلية المالحة الصحراوية، وتحمل نحو 440 طنا من المواد الغذائية، مقدمة من وكالات الأمم المتحدة عبر معبر الطينة الحدودي.

وتعد هذه المساعدات أول دفعة تصل للمنطقة منذ شهور، بعد انقطاع طويل عاشه السكان والنازحون في ظل ظروف معيشية قاسية.

مناطق التوزيع

وقال مدير عام وزارة الرعاية الاجتماعية ومنسق الشؤون الإنسانية بحكومة إقليم دارفور، عبد الباقي محمد حامد، إن المساعدات التي دخلت خلال الأسبوعين الماضيين تم توزيعها على الوحدات الإدارية ومجالس القرى ومراكز تجمعات النازحين في المالحة وكتم، ومناطق ماريقا، وأم بياضة، وعين بسارو، والحارة، وجبل عيسى، ومدو شمال، وأم سيالة، إلى جانب القرى التابعة لها.

وأوضح -في حديثه للجزيرة نت- أن عملية التوزيع تمت بالتنسيق مع الجهات المحلية التي قدمت معلومات دقيقة عن أماكن النازحين.

وتقع معظم المناطق التي وصلت إليها المساعدات تحت سيطرة قوات الدعم السريع، التي تحاصر الفاشر منذ يونيو/حزيران 2024. ويثير هذا التوزيع تساؤلات حول مدى إمكانية وصول الإغاثة إلى المناطق الخارجة عن سيطرة هذه القوات، وعلى رأسها الفاشر، التي تعاني عزلة تامة وانهيارا شبه كامل في الخدمات الأساسية.

وأشار عبد الباقي إلى أن إيصال المساعدات واجه صعوبات كبيرة، خاصة في ظل موسم الأمطار الذي أغلق عديدا من الطرق الحيوية، مضيفا أن سائقي الشاحنات واجهوا تحديات ميدانية بالغة، لكنهم وصلوا للمناطق المستهدفة رغم وعورة المسارات وانقطاع بعضها بسبب السيول.

من مساعدات سابقة وصلت إلى مدينة الفاشر التي تعاني حصارا مشددا الآن (الجزيرة)

حصار الفاشر

ورغم وصول المساعدات إلى المالحة وكتم، فلا تزال مدينة الفاشر، كبرى مدن شمال دارفور، خارج نطاق الإغاثة، حيث تعيش المدينة تحت حصار عسكري مشدد تفرضه "الدعم السريع"، وتشهد قصفا يوميا خلّف آلاف القتلى، وأجبر عشرات الآلاف على النزوح إلى أحياء داخلية ومناطق جبلية، وسط انعدام شبه كامل للغذاء والدواء.

إعلان

وفي ظل هذه التحديات، شدد المسؤول عبد الباقي على ضرورة مضاعفة جهود شركاء العمل الإنساني وتوسيع نطاق التغطية لتشمل المناطق المحاصرة، وعلى رأسها مدينة الفاشر، مؤكدا أن إيصال المساعدات لا يمكن أن يتم إلا عبر كسر الحصار أو التوصل إلى وقف لإطلاق النار يسمح بمرور القوافل الإنسانية.

من جهتها، قالت المديرة العامة لوزارة الصحة بشمال دارفور خديجة موسى إن الوزارة سجلت خلال 5 أيام فقط (من 11 إلى 15 أغسطس/آب الجاري) مقتل 35 مدنيا جراء القصف، بينهم 5 نساء، مؤكدة أن الأعداد مرشحة للارتفاع في ظل استمرار الهجمات.

ويصف سكان محليون الوضع بأنه "كارثي"، إذ يعتمد كثيرون على علف الحيوانات -المعروف محليا بـ"الأمباز"- كمصدر غذاء، وقد أوشك على النفاد.

ويقول الناشط الإغاثي عبد الله إسماعيل للجزيرة نت: "نأكل الأمباز ونغلي الماء كوجبة، لا ذرة ولا دخن (بذور نباتات أشبه بالبقوليات والقمح) ولا دواء، والناس تموت جوعا، حتى المستشفى الوحيد الذي يعمل في المدينة لا يملك الشاش لتضميد الجراح".

تحذير وأخطار

وتأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه الدعوات المحلية والدولية لتكثيف الاستجابة الإنسانية، وإيجاد آلية عاجلة لإيصال المساعدات إلى الفاشر، التي تواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم منذ اندلاع الحرب في السودان.

ويوم 13 أغسطس/آب الجاري، عبّر منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، شيلدون بيت، عن "صدمته البالغة" إزاء تقارير أفادت بوقوع هجوم واسع النطاق على مدينة الفاشر، شمل مخيم أبو شوك للنازحين، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 40 مدنيا وإصابة 19 آخرين، وفقا لمصادر محلية.

وأكد بيت أن الحصار المفروض على المدينة منذ العاشر من مايو/أيار 2024 أدى لإغلاق جميع منافذ الخروج، مما فاقم أزمة الغذاء والمياه والرعاية الصحية، مشيرا إلى تقارير تفيد بوفاة أكثر من 60 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، بسبب سوء التغذية خلال أسبوع واحد فقط.

ودعا المسؤول الأممي المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لفتح ممرات إنسانية آمنة، وضمان إيصال المساعدات دون قيود، مجددا دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى هدنة إنسانية فورية تتيح الوصول إلى المدنيين المحاصرين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق