مليون إسرائيلي في الشوارع .. ماذا يحدث في تل أبيب؟ - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

شهدت مدينة تل أبيب مساء الأحد واحدة من أكبر المظاهرات منذ اندلاع الحرب، حيث تدفق ما يقرب من مليون إسرائيلي إلى ساحة الرهائن والشوارع المحيطة بها، للمطالبة بالإفراج الفوري عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، والتوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب المستمرة منذ أشهر. 

ووصفت صحيفة جيروزاليم بوست هذا الحشد الضخم بأنه رسالة مباشرة لحكومة بنيامين نتنياهو، تعكس تصاعد الغضب الشعبي تجاه إدارة الملف.

وجاءت المظاهرة بعد يوم واحد من إضراب عام شمل قطاعات واسعة، حيث أغلقت الشركات في مختلف أنحاء إسرائيل أبوابها تضامناً مع عائلات الرهائن، فيما قطع متظاهرون الطرق الرئيسية في عدد من المدن، ما أدى إلى شلل جزئي في الحركة الاقتصادية. 

ويعد هذا التحرك الشعبي تصعيداً نوعياً في الضغط على الحكومة، في وقت تتزايد فيه الأصوات المطالبة بحلول عاجلة للأزمة الإنسانية والسياسية المرتبطة بملف الرهائن.

المظاهرة التي نظمها منتدى أسر الرهائن والمفقودين تخللتها خطابات مؤثرة من عائلات المحتجزين، الذين وجهوا نداءات مباشرة للحكومة الإسرائيلية بضرورة اتخاذ خطوات ملموسة تضمن عودة أبنائهم، محذرين من أن استمرار المماطلة قد يعرّض حياتهم للخطر. 

واتهم بعض المتحدثين القيادة الإسرائيلية بتغليب الحسابات السياسية على حياة المدنيين، فيما طالب آخرون بتدويل القضية للضغط على الأطراف كافة.

وفي المقابل، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بياناً أكد فيه أن الحكومة تسعى للتوصل إلى اتفاق شامل يقضي بإطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة، مع التشديد على ضرورة تلبية شروط نتنياهو في أي صفقة محتملة. 

جاء ذلك بعد تقارير إعلامية تحدثت عن استعداد حركة حماس للقبول بمرحلة أولى تشمل وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار مقابل الإفراج عن دفعة من الرهائن، وهو ما رفضته الحكومة الإسرائيلية حتى الآن.

وتأتي هذه التطورات في ظل انقسامات داخلية متنامية في إسرائيل، حيث يرى محللون أن استمرار الحرب دون أفق سياسي واضح قد يؤدي إلى أزمة ثقة متفاقمة بين الشارع والحكومة. 

فبينما يصر نتنياهو على أن أي اتفاق يجب أن يحقق ما يسميه "النصر الكامل"، يزداد الضغط الشعبي من أجل إنهاء الحرب وإعادة الجنود والمدنيين المحتجزين في غزة.

ويحذر مراقبون من أن اتساع رقعة الاحتجاجات قد يدفع المشهد السياسي الإسرائيلي إلى منعطف حاسم، لاسيما مع تزايد المطالبات بإجراء انتخابات مبكرة كحل للخروج من حالة الجمود. 

وفي الوقت ذاته، يبقى مصير الرهائن محوراً أساسياً قد يحدد شكل المرحلة المقبلة، سواء على صعيد السياسة الداخلية أو في مسار الحرب مع غزة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق