ناشطون: هل يبرر الصدام مع الحكومة السورية رفع علم إسرائيل بالسويداء؟ - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

شهدت مدينة السويداء يوم الجمعة مظاهرة رفع خلالها بعض المتظاهرين علم إسرائيل، مطالبين بالانفصال، مرددين هتافات من قبيل: "الشعب يريد دخول إسرائيل".

وأثارت هذه المشاهد جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي السورية حول الجهة المسؤولة عما وصلت إليه الأمور في السويداء.

فقد حمل البعض الحكومة السورية المسؤولية في طريقة تعاملها مع ملف السويداء، بينما ألقى آخرون باللوم على الشيخ حكمت الهجري، أحد زعماء الدروز في السويداء، معتبرين أنه يتحمل مسؤولية الأحداث في المدينة.

ورأى ناشطون أن التحركات التي يقودها حكمت الهجري ومجموعاته ليست سوى "مسرحية مكشوفة"، بطلها الحقيقي هو علم الاحتلال الإسرائيلي الذي رفع فوق "دار الطائفة"، بدلا من أي مشروع وطني أو إصلاحي.

واعتبر هؤلاء أن المشهد يفضح نفسه: "من يرفع علم المحتل فوق مقام ديني ويدعي الدفاع عن ‘الكرامة’ إنما يسلم نفسه طوعا للارتهان الخارجي".

وأضاف هؤلاء أن ما يحدث هو "نسخة مكررة من مشاريع الانفصال الكرتونية" السابقة، حيث تتحول الكرامة إلى "ورقة توت" تخفي خضوعا لإسرائيل.

إعلان

في المقابل، اعتبر بعض الناشطين أن خطاب محافظ السويداء، مصطفى بكور، بدا أكثر اتزانا ورجاحة، إذ شدد على أن السلم الأهلي ليس خيارا تكتيكيا بل ضرورة وجودية، وأن الإصلاح الحقيقي يبدأ من لم الشمل وتقريب وجهات النظر، وليس من إشعال الحرائق الداخلية وفتح الأبواب للمحتل.

ورأى آخرون أن رفع العلم الإسرائيلي في ساحة الكرامة بسويداء الكرامة كان خطأ، ويعي كل درزي ذلك، لكنه ناجم عن مزيج من الخوف، والتحدي، والقهر.

ولا تزال إمكانية ردم الهوة ممكنة من قبل الطرفين، وعلى دمشق أن تبادر بسرعة، فالحكومة يجب ألا تحرض ضد مواطنيها، بل ينبغي أن تحتضنهم. ولا ينبغي أن تترك السويداء لتخضع لأهواء البعض من الطرفين.

وأشار ناشطون إلى أن "المراهقة السياسية لا تصنع وطنا مفتعلا"، وأن رفع أعلام دولة عدوة لا يضمن الحصول على دعمها حتى النهاية. فالجيوب الانفصالية التي تتمرد على أصلها ستبقى مجرد أوراق للمساومة، فإذا زالت الحاجة إليها تلاشت، وانهار الجيب. هي مرحلة صعبة وستمر، والعبرة في تجاوزها وتركها تتلاشى.

ورأى بعضهم أن المؤلم حقا أن يضطر أي مواطن للاستنجاد بالخارج بدل أن يجد الحماية والعدل في بلده.

وأكد بعضهم أن الدولة هي المسؤولة الأولى عما يحدث في السويداء وغيرها، فعندما تعامل مدينة سورية معاملة العدو، فإن المسؤولية بالدرجة الأولى تقع على الدولة، التي يفترض أن تكون الحامي لا الخصم بحسب رأي البعض.

وعلق مدونون بالقول إن أي شخص شاهد الفيديوهات القادمة من السويداء سيتفهم مشاعر أهلها، لكن لا شيء يبرر رفع علم إسرائيل والمطالبة بالانفصال بهذه الطريقة. فهناك مناطق سورية تعرضت للكيميائي والبراميل وتعرض أهلها للإبادة، والجميع كان يتفرج ولم يقل أحد "سننفصل!".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق