مراسلو الجزيرة نت
موسكو- وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثاته الأخيرة مع نظيره الأميركي دونالد ترامب بأنها جاءت في الوقت المناسب وأنها مفيدة للغاية.
وبحسب الكرملين، قال بوتين، السبت: "أود أن أشير على الفور إلى أن الزيارة كانت في الوقت المناسب ومفيدة للغاية. ناقشنا جميع مجالات تعاوننا تقريبا، ولكن أولا وقبل كل شيء، بالطبع، تحدثنا عن إمكانية حل الأزمة الأوكرانية على أساس عادل".
وجاء تصريح بوتين خلال اجتماع في الكرملين أعقب زيارته إلى ألاسكا، حضره رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين، ورئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين، وديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن، وفلاديمير ميدينسكي مساعد الرئيس، وقال فيه "ناقشنا جميع مجالات تعاوننا تقريبا، ولكن قبل كل شيء، تحدثنا عن إمكانية حل الأزمة الأوكرانية على أساس عادل".
وأضاف أن "المحادثات كانت صريحة وهادفة للغاية"، مشيرا إلى أن "هذا يُقربنا من اتخاذ القرارات اللازمة". مؤكدا أن "موسكو تحترم موقف الإدارة الأميركية التي ترى ضرورة إنهاء الأعمال العدائية في أقرب وقت".
في ذروة تردي العلاقات
وأنهى بوتين زيارة إلى ألاسكا أجرى فيها مباحثات مباشرة مع ترامب استمرت قرابة 3 ساعات في مسعى لتعزيز الآمال في عودة التعاون الروسي الأميركي ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع الأوكراني، على الرغم من عدم ذكر أي خطوات محددة في هذا الاتجاه.
وهذه أول مرة منذ أكثر من 4 سنوات تعقد فيها قمة روسية-أميركية بعد أن مرت العلاقات الثنائية بفترة حرجة للغاية وانحدرت إلى أدنى مستوى لها منذ الحرب الباردة.
وقبل أكثر من أسبوعين بقليل، تعهد ترامب بأنه إذا لم تلتزم روسيا بوقف إطلاق النار بحلول الثامن من أغسطس/آب، فسيعاقب موسكو ودولا مثل الصين والهند، والتي وصفها بأنها تدعم المجهود الحربي الروسي من خلال شراء نفطها وغازها.
ويسود شبه إجماع في أوساط المراقبين الروس بأن محادثات أول أمس الجمعة في ألاسكا أدت إلى إخراج الزعيم الروسي من عزلته الدبلوماسية عن الغرب، وتسببت بخشية القادة الأوكرانيين والأوروبيين من أن تمنحه القمة فرصة للتأثير على نظيره الأميركي.
قمة بدلا من العقوبات
يؤكد وجهة النظر هذه الخبير في الشؤون الإستراتيجية، نيقولاي بوزين، الذي يقول إن اللقاء جرى على الرغم من المهلة التي منحها الرئيس الأميركي لروسيا لوقف العمليات العسكرية وإلا فسيتم فرض عقوبات اقتصادية جديدة.
إعلان
وأوضح بوزين -في تعليق للجزيرة نت- أن الموعد النهائي انقضى دون أي توقف في الحرب، بل اشتد القتال مع تقدم روسيا بهجومها الصيفي ودون فرض عقوبات اقتصادية.
وتابع أنه بدلا من التعرض للعقوبات، حصل الرئيس الروسي على قمة، وبالتالي فإن هذا يعد نصرا كبيرا لبوتين مهما كانت نتيجة القمة.
والنقطة الأخرى التي "سجلها" بوتين -حسب بوزين- هي عقد القمة دون مشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. وبرأيه فإن التوصل إلى اتفاق سلام بشأن أوكرانيا ليس الهدف الحقيقي لبوتين من القمة، بل ضمان دعم ترامب للمقترحات الروسية بهذا الخصوص.
ويلفت الخبير إلى أن القمة تسببت بإثارة الخلافات داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) وهو هدف روسي دائم، كما أجّلت تهديد ترامب بفرض عقوبات جديدة صارمة، وعززت الانهيار التام لمفهوم عزل موسكو.
ويخلص إلى استنتاج مفاده أن القمة وضعت الأساس لمزيد من المفاوضات، بالتوازي مع استمرار دبلوماسية ترامب المكوكية.
العلاقات الثنائية أولا
اعتبر محلل الشؤون الدولية، سيرغي بيرسانوف، أن "اللفتات الإيجابية والصيغ الحذرة" التي صبغت تصريحات بوتين وترامب لا تكشف كل ما جرى وراء الكواليس.
ويوضح بيرسانوف للجزيرة نت أن النبرة العامة لهذا الاجتماع كانت إيجابية، وتشير إلى وجود رغبة في المضي قدما في مسار تنظيم وتطوير مجالات أخرى من العلاقات الروسية الأميركية.
وحسب قوله، فقد حقق كلا الزعيمين كل ما يمكن تحقيقه من هذا الاجتماع. إذ تمكنت روسيا من أن تظهر أنها لا تتراجع عن مواقفها، وفي الوقت ذاته أبدت تمسكها بالحوار مع الولايات المتحدة.
في حين ثبتت واشنطن مسار التوجه نحو السلام الذي تريده، والتوقف عن إنفاق الأموال دون تحقيق نتائج سياسية ملموسة، حسب تعبيره.
وختم محلل الشؤون الدولية بالتحذير من تبعات تعثر العملية الدبلوماسية بين موسكو وواشنطن، وقال إن مخاطر العقوبات ستزداد.
0 تعليق