قاعدة عسكرية جوية أميركية تقع في قلب ألاسكا، أنشئت عام 1940 مع تصاعد التوترات قبيل الحرب العالمية الثانية، وسميت باسم الطيار "هوارد إلمندورف" الذي قتل في حادث طيران عام 1933.
اضطلعت بدور محوري في الدفاع عن الولايات المتحدة الأميركية إبان الحرب الباردة، إذ شكلت نقطة متقدمة لمراقبة المجال الجوي في مواجهة الاتحاد السوفياتي، كما استخدمت في عمليات عسكرية وإستراتيجية في منطقة المحيط الهادي والقطب الشمالي.
عادت القاعدة إلى دائرة الضوء في منتصف أغسطس/آب 2025 عندما تم الإعلان عن استضافتها لقاء يجمع بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين من أجل بحث ملف الحرب الروسية الأوكرانية.

التأسيس
أُنشئت قاعدة "إلمندروف" عام 1940، في إطار استعدادات الولايات المتحدة لاحتمال دخولها الحرب العالمية الثانية، وجاء اختيار موقعها في أنكوريج بولاية ألاسكا لكونها نقطة متقدمة لحماية السواحل الشمالية الغربية.
حملت القاعدة اسم الطيار الأميركي "هوارد إلمندورف"، قائد القوات الجوية في ألاسكا، الذي لقي حتفه في حادث طيران عام 1933.
استخدمت القاعدة منطلقا لعمليات الدعم الجوي والدفاع عن ألاسكا أثناء الحرب العالمية الثانية، ثم تطورت لاحقا لتصبح مركزا رئيسيا للعمليات الجوية الأميركية في المحيط الهادي والقطب الشمالي.
وفي عام 2010، دمجت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قاعدة "إلمندروف" مع "حامية فورت ريتشاردسون" المجاورة والتابعة للقوات البرية في الجيش الأميركي، لتشكيل قاعدة "إلمندورف ريتشاردسون المشتركة"، ضمن خطة لإعادة تنظيم المنشآت العسكرية وتعزيز التكامل بين القوات الجوية والبرية.

الموقع الجغرافي
تقع قاعدة "إلمندورف ريتشاردسون" في الطرف الشمالي لمدينة أنكوريج بولاية ألاسكا الأميركية، على الساحل الشرقي لـ"خليج كوك إنلت"، وهي منطقة محاطة بسلاسل جبلية أبرزها جبال "تشوغاك"، التي تحدها من الجهة الشرقية.
إعلان
يوفر موقعها إطلالة مباشرة على الممرات الجوية القادمة من المحيط الهادي والقطب الشمالي، كما يضعها على مسافة إستراتيجية قريبة من آسيا وأوروبا عبر خطوط الطيران القطبية، مما يمكنها من مراقبة التحركات العسكرية في شمال المحيط الهادي والقطب الشمالي.
المساحة
تمتد القاعدة على مساحة واسعة تقدر بحوالي 158 كيلومترا مربعا، ما يجعلها واحدة من أكبر المنشآت العسكرية في الولايات المتحدة.
تشمل هذه المساحة مدارج للطيران ومناطق تدريب برية ومرافق لوجستية ومستودعات ذخيرة ومناطق سكنية للعسكريين وأسرهم، إضافة إلى مناطق مفتوحة تستخدم في تدريبات العمليات الجوية والبرية.
تتيح هذه المساحة الكبيرة للقاعدة إجراء تدريبات واسعة النطاق ومناورات معقدة دون التأثير على المناطق المدنية المحيطة، كما تعزز قدرتها على استيعاب معدات ووحدات متعددة في آن واحد.

الأهمية الإستراتيجية
تعتبر الولايات المتحدة هذه القاعدة من أهم المواقع الدفاعية في البلاد، وذلك بفضل موقعها الإستراتيجي على مقربة من خطوط الطيران القطبية والمحيط الهادي، مما يمنحها قدرة على مراقبة واعتراض أي نشاط جوي قادم من شمال آسيا أو المحيط الشمالي في وقت قياسي.
شكلت القاعدة أثناء الحرب الباردة خط الدفاع الأول ضد أي تهديد محتمل من الاتحاد السوفياتي، واستخدمت لاحقا مركزا لعمليات قيادة الدفاع الجوي لأميركا الشمالية (نوراد) في المنطقة.
تستمد القاعدة أهميتها الإستراتيجية كذلك من كونها نقطة انطلاق للمهام العسكرية في المناطق النائية والقطبية، فضلا عن كونها مركزا لوجستيا يوفر الدعم اللازم لعمليات القوات الأميركية في ألاسكا والمحيط الهادي.

أبرز العمليات العسكرية
شهدت القاعدة انطلاق عدد من العمليات العسكرية البارزة على مدى عقود، بدءا من الحرب العالمية الثانية عندما أدت دورا مهما في حماية ألاسكا ودعم حملة جزر ألوشيان، وهي سلسلة معارك خاضتها القوات الأميركية والكندية ضد القوات اليابانية التي احتلت جزيرتي "أتو" و"كيسكا" في أقصى غرب ألاسكا بين عامي 1942 و1943.
وأثناء الحرب الباردة، كانت القاعدة نقطة متقدمة لاعتراض الطائرات السوفياتية التي تقترب من المجال الجوي الأميركي عبر القطب الشمالي، وشاركت في مهام مراقبة مستمرة ضمن إطار قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية (نوراد).
كما انطلقت منها طلعات دعم لوجستي وعمليات إنقاذ في مناطق القطب الشمالي، ومهام إنسانية أخرى في ألاسكا وجزر المحيط الهادي.
وبعد أحداث 11 سبتمبر عام 2001، شاركت القاعدة في عمليات الانتشار السريع للقوات الأميركية في آسيا الوسطى والشرق الأوسط ضمن حرب أفغانستان والغزو الأميركي للعراق، إضافة إلى مشاركتها في تدريبات وتحالفات عسكرية دولية لتعزيز الأمن في منطقة المحيطين الهادي والهندي.
الوحدات العسكرية التي تحتضنها القاعدة
تتخذ مجموعة من الوحدات العسكرية من قاعدة "إلمندورف ريتشاردسون المشتركة" مقرا لها، وتشمل مجموعة واسعة من التشكيلات الجوية والبرية والبحرية، أبرزها:
إعلان
الوحدات والمنظمات الجوية:
قيادة ألاسكا (ألكوم). منطقة ألاسكا في قيادة الأمن الجوي الأميركية الكندية – نوراد (إيه إن آر). فرقة العمل المشتركة في ألاسكا (جي تي إف-إيه كا). الفرقة 11 للقوات الجوية. الجناح الثالث والجناحان 673 و176 للقوات الجوية. قيادة احتياط القوات الجوية (إيه إف آر سي).
الوحدات والمنظمات البرية
الجيش الأميركي-منطقة ألاسكا. اللواء الرابع مشاة (القوات المظلية). اللواء الأول سترايكر، الفرقة 25 مشاة. قيادة الدعم القطبي (إيه إس سي). فرقة الطيران-الجيش الأميركي بألاسكا. حامية الجيش الأميركي-فورت ريتشاردسون. الكتيبة 59 للاتصالات.وحدات ومنظمات البحرية
قوات ألاسكا البحرية (قوات شبه عسكرية). قيادة النقل البحري العسكري. مركز دعم العمليات البحرية-أنكوريج. كتيبة مكافحة الإرهاب، الفرقة الرابعة للمارينز.العتاد العسكري
تضم القاعدة المترامية الأطراف أكثر من 800 مبنى ومدرجين للطائرات ونحو 6 آلاف عسكري.
وتحتضن تشكيلة متقدمة من العتاد العسكري الذي يدعم مهامها الجوية والبرية، تشمل طائرات مقاتلة من طراز "إف 22 رابتر" و"سي 17 غلوب ماستر" للنقل العسكري الإستراتيجي، علاوة على مروحيات "إم أتش 60″ و"يو أتش 60" المخصصة للإنقاذ والدعم اللوجستي.
القاعدة مجهزة أيضا بأنظمة دفاع جوي متطورة، ومنظومات رادار لمراقبة المجال الجوي القطبي والمحيط الهادي، فضلا عن مستودعات ذخيرة ومعدات لوجستية متكاملة لدعم العمليات البرية والجوية.
وتستخدم القوات الأميركية هذه التشكيلات المتنوعة من عتادها لضمان انتشار سريع لقواتها وتنفيذ تدريبات مشتركة والمساهمة في العمليات العسكرية والإنسانية الطارئة في مناطق نائية، مما يجعل من القاعدة مركزا عسكريا متكاملا ذا أهمية إستراتيجية عالية.
0 تعليق