درَّب القسام وهندس الطوفان.. من هو "أبو عمر السوري" الذي اغتالته إسرائيل بغزة؟ - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

مراسلو الجزيرة نت

غزة- أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، اغتيال حكم العيسى المكنّى "أبو عمر السوري" بغارة إسرائيلية استهدفته في مدينة غزة. واتهمته بقيادة منظومة التدريب والتطوير في الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ينحدر العيسى الذي ولد في الكويت عام 1967 من قرية رامين قضاء طولكرم شمالي الضفة الغربية، واستكمل دراسته الجامعية في مدينة بوبال بولاية ماديا برادش في الهند، ومن هناك انطلقت رحلته الجهادية، بدءا بالتدريب العسكري في خوزستان في إيران، مرورا بالشيشان وسوريا ولبنان إلى أن وصل إلى قطاع غزة عقب الانسحاب الإسرائيلي من المستوطنات التي كانت جاثمة هناك عام 2005.

بدأ العيسى مشواره مع كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، في غزة بمواقع التدريب، وكان له باع طويل في تأسيس الأكاديمية العسكرية، لذا عرف بين المقاتلين باسم (أبو المواقع).

بصمة القائد

ورغم بصماته الواضحة في العمل العسكري وتنقله بين مواقع قيادية عديدة، حتى صار عضوا في المجلس العسكري الأعلى لكتائب القسام، فإن العيسى لم يكن له أي ظهور إعلامي، وفضّل العمل بأسماء مستعارة وكُنى كثيرة دون الإفصاح عن هويته، ومنها أبو محمود، وأبو عماد، وأبو عمر.

ووفق مصادر في القسام، فمنذ دخوله قطاع غزة قبل نحو 20 عاما، جاء معه عِلم غزير، وفكر عسكري عميق، فكان محط اهتمام من القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف وأعضاء المجلس العسكري الذين قرروا استثمار تجربته في تعميم التخصصات في مفاصل العمل العسكري.

وساعد في إحداث نقلة نوعية وإضافة كبيرة في تطور العمل العسكري مع العقول المتوفرة بالقطاع، وذلك على مستوى التخطيط والتدريب والتطوير وتأسيس الأكاديمية العسكرية.

كلفت قيادة أركان كتائب القسام العيسى بملفات مركزية عديدة أهمها:

قائد دائرة الإعداد والتدريب المركزية على مستوى قطاع غزة. مؤسس وقائد سلاح الدفاع الجوي بالقطاع. ثم قائد ومرجعية للتخصصات العسكرية المركزية (الأسلحة). عضو اللجنة المركزية للخطة الدفاعية والمواجهة.

إعلان

وبعد الحرب الإسرائيلية (المسماة إسرائيليا الجرف الصامد وفلسطينيا العصف المأكول) على قطاع غزة صيف عام 2014، كُلِّف "أبو عمر السوري" برُكني الاستخبارات والعمليات، ومن ثم عُين قائدا لركن التدريب في كتائب القسام، وعضوا أساسيًا في المجلس العسكري العام لهيئة الأركان.

ويعود للعيسى المبادرة باعتماد آلية صنع القرار العسكري وفق منهجية مهنية قيادية متطورة، ورفع مستوى الجاهزية دفاعيا وهجوميا بشكل كبير جدا، حيث شارك بإعداد الخطة الدفاعية المركزية والهجومية في كل الحروب التي سبقت معركة "سيف القدس" عام 2021، وأشرف بنفسه على تدريب وصقل مهارات وشخصيات قيادة التدريب وفرق التدريب المناطقية، وأسهم فنيًا في تطوير أسلحة المدفعية والهندسة والدفاع الجوي والدروع والقنص وغيرها.

حكم العيسى تولى تدريب كتائب القسام وإنشاء مراكز لذلك على أعلى المستويات (الإعلام العسكري لكتائب القسام)

هندسة الطوفان

عُرف أبو عمر السوري بتواضعه وعيشه بغرف بسيطة نظرا لحساسية الأوضاع الأمنية، وكان قليل الظهور العام، وكرَّس وقته وجهده لتدريب المقاتلين في غزة وتجهيز خطط العمليات، وإعداد الخطة الدفاعية، وحرصه على تفوق الصناعات العسكرية، وصولا إلى هندسة معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ورفض العيسى مغادرة غزة منذ دخولها، وعُرف عنه مقولته الشهيرة "لا خروج من غزة بعد الدخول إليها مع زوجتي وأطفالي صغارًا إلا إلى الضفة المحتلة محرِّرًا أو للفردوس الأعلى محلّقًا" كما روى مقربون منه.

وبقي أبو عمر السوري طوال الحملة العسكرية الإسرائيلية البرية على غزة يواجه الاحتلال ويعد الخطط الميدانية للإيقاع بجنوده، وعاش مع عائلته الحصار الشديد والجوع القاتل في شمال القطاع، حتى نال الشهادة عن عمر (58 عاما) برفقة زوجته وحفيدته في استهداف إسرائيلي طالهم مساء السبت 28 يونيو/حزيران 2025.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق