الطحين مفقود والغزيون يلاحقون لقمة العيش تحت النيران - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

في شوارع قطاع غزة المدمر، يبحث الناس عن طحين يسدّ رمقهم، وسط ندرة المواد الغذائية وغلاء الأسعار وانعدام القدرة على الشراء. وخلف هذه العناوين المأساوية، وجوه حقيقية تكافح كل يوم من أجل البقاء.

يقف أحمد محمد ياسين، وهو نجار سابق وأب لطفلين، عاجزًا أمام جوع أسرته، بعدما باتت السلع الأساسية بعيدة المنال، والطحين غير متوفر منذ أسابيع. ويقول إن كثيرين أصبحوا غير قادرين على تأمين حاجياتهم وقوت يومهم.

معاناة النزوح والبحث عن لقمة العيش
أحمد محمد ياسين نجار سابق وأب لطفلين فقد مصدر دخله ويكافح لإطعام أسرته (الجزيرة)

أما ماهر جمال الظاظا، العاطل عن العمل، فيقول إن "من يشتري من السوق بهذه الأسعار يجب أن يكون لصًا"، في إشارة إلى الغلاء غير المسبوق، حيث تجاوز سعر بعض المواد الأساسية قدرة السكان اليومية على الإنفاق.

معاناة النزوح والبحث عن لقمة العيش
ماهر جمال الظاظا شاب عاطل عن العمل فقد عينه عند محاولته الحصول على المساعدات الأميركية (الجزيرة)

وفي حي الشجاعية، يعيش محمد عاشور نازحًا منذ أشهر، بعد أن فقد منزله خلال الحرب. ويحاول تأمين الحد الأدنى من الغذاء لأسرته، ويقول إن الطحين وحده أصبح هدفا يتطلب الخروج أكثر من مرة ومواجهة الخطر في كل مرة.

معاناة النزوح والبحث عن لقمة العيش
محمد عاشور نازح  يواجه ظروفا قاسية في ظل الحصار الخانق على غزة (الجزيرة)

وخلال محاولة الثلاثة الحصول على كيس طحين من شاحنة مساعدات غذائية أميركية وصلت إلى أحد أحياء غزة، فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار باتجاه المدنيين المتجمعين، مما أدى إلى إصابتهم جميعا.

معاناة النزوح والبحث عن لقمة العيش
الثلاثة خرجوا وأصيبوا أثناء الحصول على كيس طحين من شاحنة مساعدات غذائية أميركية (الجزيرة)

فقد ماهر الظاظا عينه جراء الإصابة، وظل ينزف لساعات قبل أن يتمكن المسعفون من الوصول إليه. وأصيب محمد عاشور بطلق ناري في رقبته، بينما كان يحاول الاحتماء من إطلاق النار.

معاناة النزوح والبحث عن لقمة العيش
الظاظا أصيب في عينه وظل ينزف ساعات قبل أن يتمكن المسعفون من نقله (الجزيرة)

كما أصيب أحمد محمد ياسين، أثناء محاولته سحب كيس الطحين من مؤخرة الشاحنة، قبل أن يُجبر على الفرار وترك المساعدات خلفه.

معاناة النزوح والبحث عن لقمة العيش
معاناة النزوح والبحث عن لقمة العيش في غزة (الجزيرة)

وقالوا إنهم شاهدوا مصابين وشهداء وأشلاء متناثرة في المكان، بينما كانوا يفرّون باتجاه البحر هربا من النيران.

إعلان

ولم يتمكنوا من الحصول على الطحين في تلك المرة، لكنهم عادوا مرة تلو الأخرى في محاولات لاحقة، رغم المخاطر، لتأمين ما يسد جوع أطفالهم.

وفي غزة، ليست المعاناة فقط في انعدام الطحين، بل في الكلفة الإنسانية التي تُدفع لمحاولة الحصول عليه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق