عاجل

مفتي القاعدة السابق: بي بي سي والدولارات ساهمتا بإسقاط طالبان - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

عندما قررت واشنطن غزو أفغانستان عام 2001، واجهت مقاومة عنيفة من طالبان، قبل أن تتمكن من إسقاطها في معركة يقول المفتي السابق للقاعدة محفوظ ولد الوالد إن محطة “بي بي سي” لعبت دور البطولة فيه.

 

ووفقا لما قاله المفتي السابق للقاعدة -خلال حلقة 2025/6/22 من برنامج "مع تيسير"- فقد ساهمت "بي بي سي" في إسقاط المدن الأفغانية كأحجار الدومينو بيد القوات المعادية لطالبان، عبر بثها دعاية مزيفة كانت تدفع المجاهدين للانسحاب من مواقعهم.

كما لعبت "الخيانات" -حسب وصف المتحدث- دورا محوريا في تسريع إسقاط طالبان بعدما نجحت الدولارات الأميركية في القيام بما عجزت عنه صواريخ "توماهوك" التي يقول ولد الوالد "إنها فشلت في إجبار المجاهدين على الانسحاب رغم أنها كانت تنهال عليهم ليل نهار".

ووفقا للمتحدث، فقد أظهرت طالبان والمجاهدون العرب -الذين قاتلوا معها جنبا إلى جنب ضد القوات الأميركية- مقاومة عنيفة وغير متوقعة خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من الغزو، وحققوا نتائج كبيرة على الأرض، قبل أن تنقلب الأمور رأسا على عقب.

فقد ألقت المقاتلات الأميركية 150 ألف طن من القنابل خلال الشهر الأول على اللواء الإسلامي التابع للقاعدة، والذي كان يضم 1500 مقاتل بقيادة الأوزبكي جمعة باي، والذي لم يتراجع رغم بشاعة القصف، كما يقول ولد الوالد.

ووفق ولد الوالد، كان هذا اللواء يضم مقاتلين عربا وأوزبكستانيين وباكستانيين ومن جنسيات أخرى، وكان كجزء من القاعدة يتمركز بمنطقة شمال أفغانستان.

ولم تتمكن القوات الأميركية من النزول على الأرض إلا بعد محو اللواء الإسلامي من الجو عندما هرع للدفاع عن مزار الشريف التي كان سقوطها يعني محاصرة 15 ألف مجاهد بالشمال، وهو ما حدث بالفعل بمساعدة قوات تحالف الشمال المعادية لطالبان.

الخيانة والدعاية الكاذبة

لكن العامل الكبير في سقوط أفغانستان بيد الأميركيين -والذي لم ينتبه له كثيرون في وقتها، وفق والد الوالد- هو الدعاية التي قادتها "بي بي سي" والتي كانت تعلن سقوط المدن الأفغانية قبل سقوطها مما دفع كثيرين للاستسلام أو الانسحاب دون التأكد من هذه الأخبار التي ثبت لاحقا أن غالبيتها لم يكن حقيقيا لكنه ساهم في تساقط المدن بيد خصوم طالبان كأجحار الدومينو.

إعلان

ومن بين هذه الدعايات الزائفة -حسب وصف المفتي السابق للقاعدة- إعلان سقوط قندهار بيد قوات تحالف الشمال، حيث أكد ولد الوالد أنه كان موجودا بمطار المدينة عندما أعلنت "بي بي سي" سقوطه، مؤكدا أن هذه الأخبار "لم تكن حقيقية أبدا، لكنها أدت لنتائج كارثية".

وأشار ولد الوالد إلى متابعة المقاتلين الدائمة لـ"بي بي سي" -التي وصفها بالجنرال الإعلامي في تلك الحرب، وإلى أنهم لم يكونوا ينتظرون تلقي تعليمات أو تأكيدات من قادتهم، وإنما كانوا يتعاملون مع ما يسمعونه من أخبار على أنه واقع لا يقبل الشك.

وكانت الخيانة بطلا آخر في عملية إسقاط طالبان والتي يقول ولد الوالد إن الدولارات حققت فيها ما لم تحقق صواريخ توماهوك الأميركية، بعدما تمكنت من شراء ذمم قادة كبار في الحركة وليس مقاتلين صغارا فقط.

وأدت هذه العوامل مجتمعة لإنهاء حكم طالبان وإبادة آلاف المقاتلين العرب وعائلاتهم، حتى أن ولد الوالد يقول إن جثث بعض هؤلاء تركت في شوارع العاصمة كابل لتنهشها الكلاب.

وفي بداية الغزو، تعرضت مدينة قندهار (مركز ثقل طالبان والقاعدة) لقصف استمر يوما كاملا من 70 مقاتلة أميركية، لكنه لم ينجح في دفع المجاهدين للتراجع، لكن هذا حدث لاحقا بسبب الاختراق الأمني لطالبان والذي بلغ مستويات صادمة، حسب وصف المفتي السابق للقاعدة.

مجازر بصفوف المدنيين

ولم يكن الخبراء يتوقعون صمود طالبان أكثر من أسبوع لكنها صمدت 20 يوما حققت خلالها نتائج كبيرة منها أسر الجنرال عبد الحق الذي كان مجاهدا سابقا ثم جندته المخابرات الأميركية ووفرت له الدعم والغطاء لشق طالبان.

وبعد اعتقال الجنرال عبد الحق بأسبوع حاول الأميركيون تنفيذ نفس الخطة مع حامد كرزاي -الذي أصبح رئيسا للبلاد لاحقا- حيث أنزلته طائرة أميركية بمنطقة شمال قندهار لكنه كاد يعتقل أيضا لولا أن الأميركيين تمكنوا من إنقاذه مصابا.

وبعد ذلك ضربت الولايات المتحدة منشآت مدنية عديدة لدفع الناس إلى الخروج ضد طالبان بما في ذلك مخازن الصليب الأحمر التي كانت معروفة لها. وحسب ولد الوالد -الذي عاش هذه الأيام بنفسه- فقد صب الأميركيون نيرانهم على المدنيين فقصفوا الأسواق ومحطات الوقود وعائلات المجاهدين وارتكبوا مجازر لا يمكن تخيلها بحق النساء والأطفال.

ومع ذلك، يقول ولد الوالد إن طالبان ومن يدعمها من المقاتلين صمدوا بشدة أمام هذا القصف الجوي المروع، وإن الحركة لم تبدأ في السقوط إلا عندما اتسع التحالف الأميركي ليشمل قوات التحالف الشمالي، ثم جاء تحول الموقف الباكستاني ليعجل بانتصار الأميركيين الذين كانوا "يقاتلون بالأزرار" كما يقول المتحدث.

عوامل أخرى

وتحدث المفتي السابق للقاعدة عن أمور أخرى يرى أنها كانت سببا في سقوط طالبان ومنها "عدم جاهزية الحركة عسكريا للحرب، اختلال موازين القوى لصالح الأميركيين، الدعم الدولي والإقليمي الذي وصل حد إلحاح إيران على الأميركيين لكي يقبلوا بمساعدتها لهم في تحديد أماكن اختباء قادة طالبان والقاعدة".

كما لعب تحالف قوى معارضة الشمال -وفق المتحدث- دورا مهما جدا في إسقاط طالبان، وهو تحالف ضم كل الأطراف المتناقضة والمختلفة دينيا وفكريا من داخل أفغانستان وخارجها، ومن بعض دول المنطقة والعالم.

إعلان

وكان هذا التحالف يقاتل بأسلحة غربية خرجت من مصانعها للتو، وشارك بقوة في هزيمة طالبان التي كانت كلما توجهت لمواجهة تم قصفها من الجو حيث كانت السماء ملكا للمقاتلات الأميركية التي تقتل المدنيين والمقاتلين على حد سواء، مما فتح طريقا لقوات الشمال حتى تتقدم نحو مزار الشريف.

وكان هذا السقوط لمزار الشريف، ما دفع طالبان للانسحاب نحو قندوز ذات الغالبية البشتونية، لكن المجاهدين رفضوا الانسحاب بشدة ثم نزلوا على رغبة طالبان، وانضموا للانسحاب الذي استمر 4 أيام سيرا على الأقدام تحت القصف، حسب ولد الوالد.

واختتم ولد الوالد شهادته بقوله إن هذه المجموعة العربية التي كانت تضم 15 ألف مقاتل هي نفسها التي تمت إبادتها لاحقا في قلعة جانغي، على يد الأميركيين وقوات الجنرال دستم الذي اتفق مع طالبان على تسليم البلاد مقابل تأمين خروج المقاتلين، ثم خان الاتفاق.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق