أصدر الحرس الثوري الإيراني، يوم السبت، تحذيرا صارما مفاده أن "الرد على أي اعتداء جديد سيكون مختلفا، وأكثر شدة وتدميرا من ذي قبل"، وذلك بحسب ما نقلته قناة "العالم" التلفزيونية الإيرانية.
حرب إيران وإسرائيل
وفي بيان له، دعا الحرس الثوري الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى التوقف عن ما وصفه بـ"السياسات العبثية والسلوك غير المنضبط"، مشيرا إلى أن ترمب "يفتقر إلى فهم عناصر القوة الحقيقية التي يتمتع بها الشعب الإيراني".
كما رأى الحرس الثوري أن تصريحات ترامب جاءت نتيجة "هزيمته الثقيلة أمام إيران"، في إشارة إلى الفشل الأميركي في تحقيق أهدافه السياسية أو العسكرية تجاه طهران.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أدلى بتصريحات مثيرة للجدل، قال فيها إنه كان على علم دقيق بمكان وجود المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، إلا أنه امتنع عن إعطاء الإذن لإسرائيل أو للقوات الأميركية بتنفيذ عملية اغتياله.
في سياق متصل، اتهم رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسين محسني إيجئي، الوكالة الدولية للطاقة الذرية بـ"تسريب معلومات تتعلق بطهران إلى أعداء البلاد"، معتبرا أنها "لم تعد جهة محل ثقة"، حسب ما أورد التلفزيون الرسمي الإيراني.
وأضاف إيجئي أن "الوكالة لا تلتزم الحيادية والمهنية، بل تنتهج سلوكا معاديا للشعب الإيراني، ولذلك فمن الطبيعي تعليق التعاون معها".
واختتم تصريحاته بتوجيه رسالة تحذيرية لإسرائيل، مؤكدا أن عمليات الاغتيال التي نفذتها ضد قادة وعلماء ومدنيين إيرانيين "لن تثني الشعب الإيراني عن مواصلة مسيرته"، مشددا على أن "إيران ستبقى صامدة حتى الرمق الأخير، وأن النصر في نهاية المطاف سيكون حليفها".
وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية: "ما زلنا حتى الآن في المرحلة الأولى من الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران، على الرغم من اندلاع الحرب بين الطرفين، ورغم إعلان كل جانب تحقيق أهدافه منها، إلا أن الواقع يكشف أن ما يجري لا يزال في بداياته، وأن المرحلة القادمة ستشهد تحولات أكثر وضوحا وتعقيدا.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد": "من المنتظر أن تتكشف خلال وقت قريب معلومات حقيقية وهامة قادمة من داخل كل من إيران، والولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل، وستظهر مستجدات تحمل في طياتها اختلافات جوهرية وتحديات جديدة على مستويات متعددة".
وأشار فهمي، إلى أن هناك العديد من التساؤلات ما تزال عالقة دون إجابات حاسمة: أين أخفت إيران اليورانيوم المخصب، وما هو الحجم الفعلي للأضرار التي أصابت منشآتها النووية، كما أنه حتى الآن لا يوجد اتفاق معلن أو معروف البنود بين إيران وإسرائيل والولايات المتحدة يحدد إطارا واضحا لوقف إطلاق النار أو ينظم شكل المرحلة التالية من النزاع.
وتابع: "ومن المؤكد أن المرحلة المقبلة ستكشف عن إجابات لهذه الأسئلة، وربما نقترب خلالها من فهم أعمق لحقيقة ما يجري، غير أن ما يمكن تأكيده حتى اللحظة هو أن كل دولة تتحدث أساسا إلى جمهورها الداخلي، وتسعى إلى الحفاظ على توازناتها ومصالحها الخاصة".
واختتم: "أما من ناحية ميزان القوى، فإن الحسابات الاستراتيجية الشاملة تميل حاليا لصالح إسرائيل، إذ إن نطاق مناطقها الاستراتيجية محدود وواضح، على عكس إيران التي تتوزع نقاط قوتها وتأثيرها على مساحات أوسع وأكثر تفرعا، ما يجعل إدارتها أكثر تعقيدًا في ظل تصاعد التهديدات".
وعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى استخدام لغة التهديد ضد إيران، حال أثبتت التقارير الاستخباراتية أن طهران قادرة على تخصيب اليورانيوم بمستويات عسكرية.
قصف المنشآت النووية
كان الجيش الأمريكي وجه ضربة لثلاثة منشآت نووية إيرانية، فجر الأحد الماضي، ما تسبب في تصاعد المواجهة الإيرانية الإسرائيلية، وردت طهران بقصف قاعدة العديد الأمريكية في قطر وهي أكبر قاعدة أمريكية بالشرق الأوسط.
وبعد القصف الإيراني للقاعدة الأمريكية أعلن ترامب التوصل إلى وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، ليضع نهاية للحرب التي اندلعت في 13 يونيو الجاري واستمرت 12 يوما.
وأوضح ترامب، في كلمته بالبيت الأبيض، أن الولايات المتحدة "ستقصف إيران مجددًا بلا شك" إذا تم التأكد من أن تخصيب اليورانيوم وصل إلى مستويات عسكرية، مؤكدًا أن "التهديد الإيراني لم ينته، بل يتفاقم، وسنواصل مراقبته عن كثب".
كانت إيران قد نفت مرارًا سعيها لتطوير ترسانة نووية، مؤكدة أن أنشطتها سلمية وخاضعة للرقابة، فيما شككت تقارير استخباراتية غربية بوجود عمليات سرية لا تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
اغتيال المرشد الإيراني
وقال ترامب أمس الجمعة في منشور له عبر منصته "تروث سوشال" أنه أنقذ المرشد الإيراني علي خامنئي، من "موت قبيح ومهين للغاية"، متهما إياه بالجحود بعد تصريحات للأخير قلّل فيها من شأن الهجمات الأمريكية، وادعى فيها أن بلاده قد انتصرت على إسرائيل والولايات المتحدة.
0 تعليق