ما تداعيات تصعيد عمليات المقاومة على حرب إسرائيل في غزة؟ - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

الصادق البديري

27/6/2025-|آخر تحديث: 22:32 (توقيت مكة)

تشهد الساحة الفلسطينية تطورات مهمة مع تصاعد عمليات فصائل المقاومة في قطاع غزة، في ظل محاولات أميركية لإيجاد صيغة دبلوماسية تخدم الجانب الإسرائيلي أكثر مما تتقاطع مع الطموحات الفلسطينية.

وتصاعدت العمليات في الآونة الأخيرة باستهداف جنود وآليات الاحتلال الإسرائيلي في خان يونس (جنوبي القطاع) وفي غيرها مناطق القطاع، وهو ما تظهره المشاهد التي تبثها كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وغيرهما من الفصائل.

كما أعلنت المقاومة في وقت سابق عن عدة عمليات استهدفت جنود الاحتلال الإسرائيلي في مدينة غزة وفي خان يونس.

وقالت كتائب القسام إن مقاتليها قنصوا جنديا إسرائيليا قرب "تلة المنطار" شرق حي الشجاعية بمدينة غزة الاثنين الماضي، بالإضافة إلى تدمير دبابتي "ميركافا" وناقلة جند وجرافة عسكرية، بعبوات أرضية شديدة الانفجار معدة مسبقا، يوم الجمعة الماضي في شرق جباليا شمالي القطاع.

كما بثت سرايا القدس صورا لتجهيز حقل ألغام بعبوات "ثاقب" وتفجيره بآليات للاحتلال، معلنة استهداف قمرة آلية عسكرية بقذيفة الياسين 105 في بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس.

وجاء ذلك بعد الكمين الذي نفذته مؤخرا كتائب القسام ضد ناقلتي جند إسرائيليتين في خان يونس، وأسفر عن مقتل 7 عسكريين وإصابة عدد كبير من الجنود.

فشل إسرائيلي

وفي السياق، أكد الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين أن هذه العمليات فجّرت حالة من اصطدام إسرائيل بالواقع بعد فترة من الجمود، خاصة بعد العملية التي نفذتها إسرائيل في طهران.

وأوضح خلال برنامج "ما وراء الخبر" أن إسرائيل كانت تسعى لإعادة تموضعها كطرف مبادر لا محاصر، وإظهار جيشها كقوة لا تُستنزف ولديها طموحات تتجاوز الساحل الغزي الضيق.

إعلان

ومن جهته، أكد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي، أن إسرائيل طرحت إستراتيجية "الحسم" سواء في غزة أو الضفة الغربية أو على مستوى المنطقة.

وتهدف هذه الإستراتيجية إلى تصفية القضية الفلسطينية برمتها وتنفيذ عملية تطهير عرقي، لكنها فشلت فشلاً ذريعا -بحسب البرغوثي- فبعد أكثر من 21 شهرا من الهجوم المتواصل، لم تستطع إسرائيل القضاء على المقاومة الفلسطينية أو إرضاخ الشعب الفلسطيني.

الموقف الأميركي

وفيما يتعلق بالموقف الأميركي، قال المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأميركية، توماس واريك، إن واشنطن لم تركز بشكل كبير على قطاع غزة خلال الأسابيع السبعة الماضية، وذلك يعود جزئيا إلى تعاملها مع الملف الإيراني.

غير أنه أشار إلى انقسام في وجهات النظر بين واشنطن وإسرائيل حول مقترحات إطلاق سراح "الرهائن" والسجناء، ورفع منسوب المساعدات الإنسانية.

ولفت واريك إلى أن الرئيس دونالد ترامب يسعى للدفع بمبادرة دبلوماسية شخصية لوضع حد نهائي للحرب، ولكن هذا الباب كان مسدودا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية.

وأكد المسؤول الأميركي أن ترامب يرى أن الوقت قد حان لوضع حد للحرب، لكنه يتحدث عن "ظروف انتصار" تختلف عما يريده نتنياهو.

وحول إستراتيجيات نتنياهو في التعامل مع الأزمات لفت جبارين إلى أنه اعتاد منذ عودته للحكم على إدارة الأزمات وليس حلها، محاولاً إبقاء الدوائر مفتوحة لضمان بقائه السياسي.

وفي الوقت الراهن -يوضح جبارين- توزع إسرائيل إشارات في كل الاتجاهات، من الحديث عن صفقة إلى احتمالية انتخابات مبكرة، مرورا بمشاريع التطبيع والحديث عن الدولة الفلسطينية، وصولاً إلى خيارات التصعيد العسكري.

وفي تعليقه على تقرير صحيفة هآرتس الذي كشف عن أوامر عسكرية رسمية بإطلاق الرصاص على المدنيين الذين يحاولون الحصول على الطعام، مما أسفر عن مقتل أكثر من 560 مدنيا أمام مراكز المساعدات وجرح أكثر من 4 آلاف آخرين، أكد البرغوثي أن هذه الممارسات ليست جرائم فردية، بل سياسة مقصودة ينفذها الجيش الإسرائيلي بشكل منهجي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق