هل نجحت الهجمات الإسرائيلية والضربات الأميركية في القضاء على البرنامج النووي الإيراني؟
أثار تقرير نشرته شبكة "إن بي سي" وصحيفة "نيويورك تايمز" -عن تقييم سري للهجمات الأميركية على إيران– موجة واسعة من النقاش على منصات التواصل الاجتماعي.
وقد أحيل التقرير إلى الكونغرس واطلع عليه أعضاء مجلس الشيوخ بشكل سري، كاشفا أن القصف الأميركي أدى إلى تأخير برنامج إيران النووي لبضعة أشهر فقط، دون أن يعطله بالكامل.
جدل متجدد: بين الواقع والدعاية
عاد الجدل بشأن البرنامج النووي الإيراني إلى الواجهة، وطرح مغردون تساؤلات حول سبب تأكيد تقارير مثل "سي إن إن" و"نيويورك تايمز" أن ضربات إدارة ترامب لم تنه المشروع النووي الإيراني.
وأجاب مدونون بأن مؤسسات "الدولة العميقة" كالبنتاغون والاستخبارات تسرب التقييمات الحقيقية حين ترى مبالغة سياسية تُستخدم للدعاية، فبينما قال ترامب "أزلنا المفاعل تماما" تظهر الوقائع أن التأثير اقتصر على تأخير لبضعة أشهر فقط، مؤكدين أن الحقيقة غالبا ما تكمن بين السطور لا في العناوين.
وأشار آخرون إلى أن ما نشرته "نيويورك تايمز" -اليوم الأربعاء نقلا عن البنتاغون، بأن برنامج إيران النووي تأخر لبضعة أشهر فقط- لهو دليل على أن ما سعت إسرائيل وداعموها لترويجه عن "نصر كاسح" كان مبالغا فيه.
فبالرغم من الدمار الذي لحق بمنشآت إيرانية، يتضح الآن أن ذلك لم يكن بالحجم الذي تم الترويج له إعلاميا.
وأوضح مدونون صعوبة القضاء على النووي الإيراني، خاصة مع بناء منشآت تحت الأرض، مؤكدين أن "المعادلة لا تحسم بالصواريخ فقط، بل بصبر إستراتيجي واستخبارات دقيقة".
إعلان
وأشاروا إلى أن الضربات أوقفت "الساعة" دون أن توقف "المشروع" وأن إيران ستعيد البناء لكن تحت رقابة أشد ومجال مناورة أضيق، ليتحول الصراع من ساحات القنابل إلى سباق مع الوقت والشرعية الدولية.
ولفت ناشطون إلى أن طهران لم تعلن عن حجم الدمار الذي لحق ببرنامجها النووي، مرجحين وجود احتياطات وقائية لحماية المنشآت، ومتسائلين عما إذا كانت هناك مفاوضات سرية جرت قبل أو أثناء الضربات، متسائلين ماذا سيحدث مستقبلا إذا أعلنت إيران نجاحها في إنتاج القنبلة النووية؟
ورأى آخرون أن تصريحات مسؤولين أميركيين -مثل جيه دي فانس نائب الرئيس- تعكس محاولة لتبرير الضربات كعملية دقيقة، لكن التقييمات الاستخباراتية تؤكد أن البرنامج لم يدمر بالكامل، مما يضعف تلك الادعاءات.
ويظل غموض مصير 408 كيلوغرامات من اليورانيوم الإيراني وعدم التزام طهران بالتفتيش الدولي عاملين يجعلان أي تهدئة هشة، ويطرحان أهمية الدبلوماسية المشروطة بالمصداقية الأميركية والاستجابة الإيرانية.
رأي أقلية: البرنامج تم تدميره
في المقابل، اعتبر بعض المغردين أن النووي الإيراني تم تدميره فعليًا، معتبرين أن الجدل الإعلامي في أميركا يميل بطبيعته إلى النقد الذاتي بغض النظر عن الحقائق على الأرض، على عكس دول أخرى تركز إعلاميًا على المديح الرسمي.
وكانت الحكومة الإيرانية قالت إنها اتخذت "الإجراءات اللازمة" لمواصلة برنامجها النووي بعد ساعات من دخول وقف إطلاق النار مع إسرائيل حيز التنفيذ، وبعد يومين من تصريح الرئيس الأميركي بنجاح الضربة في تدمير برنامج إيران النووي.
0 تعليق