قالت صحيفة ليبيراسيون إن دخول الولايات المتحدة في حرب مع إيران نهاية الأسبوع، أعطى الصراع بين تل أبيب وطهران بعدا جديدا، وزعزع التوازن الجيوسياسي في المنطقة بأسرها.
وأوضحت الصحيفة -في افتتاحية بقلم دوف ألفون وحمدان مصطفوي- أن الشرق الأوسط الجديد بدأ الآن يتبلور أمام أعيننا المذهولة، منذ أن أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسم خريطته بإرسال قاذفاته المخيفة مساء السبت لتدمير المواقع النووية الإيرانية، في هجوم مفاجئ، يبدو مخالفا للقانون الدولي، وربما يتعارض مع الدستور الأميركي، وهو بالتأكيد مناقض لوعوده الانتخابية.
ورأت الافتتاحية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو الرابح الأكبر حاليا، بعد أن أصبح مجددا الحليف القوي الذي يحتاجه الغرب، في حين ظهر ضعف النظام الإيراني، الذي بذل قصارى جهده على مدار 46 عاما لتجنب هذه المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة، ودمر برنامجه النووي الذي كان مصدر فخره في مواجهة القوى الإقليمية.

نُسي مصطلح "الشرق الأوسط الجديد" الذي صاغه مهندس اتفاقيات أوسلو التعيسة شمعون بيريز وتبناه نتنياهو كشعار لإبادة الفلسطينيين، لفترة وجيزة بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وعشرات الآلاف من ضحايا الانتقام الإسرائيلي الدموي في قطاع غزة، ولكنه عاد بنسخة ترامبية جديدة، تقوم على إخفاء نياتها المسيحانية تحت ذرائع جيوسياسية وأمنية إقليمية عقلانية.
مواجهة ذات إيحاءات دينية
وأشارت الصحيفة إلى رسالة من مايك هاكابي، حاكم أركنساس السابق والقس المعمداني المعين سفيرا في القدس، التي نشرها البيت الأبيض قبل 4 أيام من قرار ترامب، يقول فيها القس، وبالفعل صدق ترامب ذلك حسب خطابه مساء السبت.
إن الله لم يبق على حياة ترامب إلا ليتمكن من قصف إيران
بواسطة مايك هاكابي
وفي مقارنة ضمنية، ألمحت الصحيفة إلى عملية ترامب العسكرية المستوحاة من آية توراتية، مقابل أيديولوجية المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي التي تستبعد براغماتية الجانب الإيراني وصبره للحفاظ على نظامه، لتجر إيران إلى تصعيد انتحاري، في مواجهة أعداء أفضل تسليحا وأكثر عزما بشكل واضح.
إعلان
وخلصت الصحيفة إلى أن خيارات القائد الإيراني تتضاءل سواء قبل ذلك أم لا، وأشارت إلى أن الإيمان الأعمى هو ما يفسر رفضه تهدئة الأمور، مذكرة بأن سلفه آية الله الخميني أخذ 8 سنوات من الحرب وأكثر من مليون قتيل قبل أن يوافق على "تجرع كأس السم" -على حد تعبيره- بعقد السلام مع العراق.
وفي مواجهة "الشياطين الصغار والكبار"، كما يسميهم خامنئي باستمرار، يبدو التحول أكثر استبعادا -كما ترى الصحيفة- مشبهة نهجه المشبع بالدلالات الدينية، بنهج الزعيم الأميركي والحكومة الإسرائيلية.
0 تعليق