الرأسمالية نظام "غير ديمقراطي" يستنزف جنوب العالم ليرفّه عن شماله - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

وجه أستاذ الأنثروبولوجيا الاقتصادية البروفيسور جيسون هيكيل، انتقادات للنظام الرأسمالي واصفا إياه بـ”نظام غير ديمقراطي جوهريا”، مُوضحا أن اختلاله الأساسي يكمن في تقديم الأرباح على البشر.

وأضاف البروفيسور -المعروف بمواقفه المناهضة للرأسمالية- أن هذا التشوه ليس حديث العهد، بل يرتبط عضويا بنشأة النظام ذاته: فقبل 500 عام، وُلد الاستعمار ليروي عطش الرأسمالية ليد عاملة رخيصة وموارد طبيعية بلا حدود.

وانعكس هذا الإرث الدموي بوضوح -وفقا لحديث البروفيسور لحلقة (2025/6/22) من برنامج "المقابلة"- في دول مثل الهند، حيث قفز الفقر المدقع من 5% إلى 70% تحت الاستعمار البريطاني.

لكن هيكيل يُذكّرنا بأن آليات الاستغلال لم تتوقف مع حقبة الاستعمار الكلاسيكي، بل تحولت إلى هيئات "عصبة" جديدة: صندوق النقد والبنك الدوليين، اللذين وصفهما بـ"مؤسستين استعماريتين".

فبرامج التكيف الهيكلي في الثمانينيات -بشروطها القاسية مثل خفض الإنفاق الصحي- كرست -بحسب رأيه- لنفس النموذج الجائر: "دول تُسحق بينما تزدهر أخرى قاومت كالصين".

المرحلة الثانية

ولمواجهة هذه المنظومة، يطرح هيكيل مشروعا تحرريا أطلق عليه "المرحلة الثانية لإنهاء الاستعمار" عبر 3 ركائز:

صناعة وطنية موجّهة لخدمة البشر (لا تلهث وراء الربح). تضامن جنوبي يُحطم قيود عملات الشمال. مواجهة هيمنة الدولار بأنظمة تبادل مستقلة.

ويلفت هيكيل إلى العلاقة العضوية بين الرأسمالية والدمار البيئي، مشيرا إلى أن 15% من سكان العالم (الدول الغنية) يستهلكون 80% من الموارد ويتسببون في 92% من الانبعاثات.

ولمواجهة هذه المشكلة، يقترح حلًّا جذريًا يتمثل في أن يقلص شمال الكرة الأرضية إنتاجه "غير الضروري" (مثل اليخوت)، بينما يحق للجنوب زيادة إنتاجه "الضروري" للتنمية، لأن النظام القائم -بحسب هيكيل- عاجز حتى الآن عن حل الأزمة البيئية التي تحل بالكوكب.

الصادق البديري

22/6/2025

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق