أكد الكاتب جوشوا كيتنغ -على موقع "فوكس" الأميركي- أن الهجوم الذي أمر به الرئيس دونالد ترامب ضد إيران هذه المرة هي حربه وحده، ولن يكون هناك شخص آخر يوجه إليه اللوم إذا لم تسر الأمور كما خطط لها.
وجاء ذلك تعليقا على زعم ترامب -خلال حملته الانتخابية الرئاسية العام الماضي- أن أميركا لم تخض حربا خلال رئاسته الأولى، وأنه أول رئيس منذ 72 عاما يستطيع أن يقول ذلك.
وأوضح كيتنغ أن هذا الزعم ليس صحيحا بالمعنى الدقيق للكلمة. ففي ولايته الأولى، كثّف ترامب الحرب الجوية ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا، وأمر بشن غارات جوية ضد نظام بشار الأسد ردا على استخدام الأسلحة الكيميائية.
وصعّد حملة لمكافحة التمرد في الصومال، لم تحظَ باهتمام يُذكر. لكن في تلك الحالات، كان بإمكان ترامب أن يقول -مع بعض التبرير- إنه كان يتعامل فقط مع أزماتٍ مُتفاقمة ورثها عن الرئيس السابق باراك أوباما.
وبالمثل، زعم ترامب مرارا وتكرارا أن حربي غزة وأوكرانيا ما كانتا تحدثان لو كان رئيسا عند اندلاعهما، لكن الكاتب يقول إن هذا ادعاءٌ مُخالفٌ للواقع يستحيل إثباته، وربما كان ترامب مُفرطا في تفاؤله بوعوده بالتفاوض سريعا لإنهاء هذين الصراعين، لكن من الإنصاف القول إن كلتا الحربين ورثهما ولم يختارهما.
تجاهل تقييمات وكالاته
أما هذه المرة -كما يؤكد كيتنغ- فقد تجاهل ترامب تقييمات وكالات الاستخبارات، وأيد التقييم الإسرائيلي بأن الحرب ضرورية لأن المعلومات الجديدة ادعت أن إيران "قريبة جدا من امتلاك سلاح". ولكن هذا يتناقض مع التصريحات الأخيرة جدا من وكالات الاستخبارات الخاصة به ومدير الاستخبارات الوطنية.
وأشار كيتنغ إلى أنه من الصعب المبالغة إذا قلنا إن تحول سياسة ترامب كان سريعا. فقبل شهر واحد فقط، بدا أن الرئيس يتجاهل حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويسعى إلى دبلوماسية مباشرة مع ألد أعداء إسرائيل -بما في ذلك إيران- ويتقرّب من حكومات في الخليج لم تكن لديها رغبة واضحة في حرب جديدة.
إعلان
وأضاف أن ترامب لم يؤيد حرب نتنياهو فحسب بل انضم إليها، وتباهى في بيانه المقتضب من البيت الأبيض أمس السبت بأنهما عملا كفريق واحد "كما لم يعمل أي فريق من قبل". واختتم خطابه بعبارة "بارك الله إسرائيل" إلى جانب "بارك الله أميركا".
ونوه كيتنغ إلى أنه "لا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه" مؤكدا أنه من العدل القول إن هذه حرب من اختيار ترامب.
مقامرة غير عادية
ولفت كيتنغ الانتباه إلى أن ترامب، في بيانه الصادر من البيت الأبيض مساء السبت، قال إن العملية كانت "نجاحا عسكريا باهرا" وإن منشآت التخصيب "دُمّرت تماما".
وفي نفس البيان، ألمحه إلى أن هذه عملية لمرة واحدة في الوقت الحالي. وفي حديثه عن الطيارين الذين أسقطوا القنابل، قال ترامب "نأمل ألا نحتاج إلى خدماتهم بهذه الصفة" لكنه هدد بأنه إذا لم تتوصل إيران إلى السلام فإن "الهجمات المستقبلية ستكون أشد وأسهل بكثير". وأضاف "لا تزال هناك أهدافٌ كثيرة".
ورجح الكاتب أن يكون ترامب يأمل في إجبار إيران الآن على إبرام اتفاق للتخلي كليا عن برنامجها النووي، وفي نفس الوقت لم يستبعد أن يردّ النظام الإيراني، الذي يحرص على شرعيته، بشكل أو بآخر، ربما باستهداف بعض القوات الأميركية المنتشرة بالشرق الأوسط، والبالغ عددها حوالي 40 ألف جندي.
لكن إذا كانت إيران -كما يقول كيتنغ- تمتلك أي بنية تحتية متبقية للتخصيب، سواء بهذه المواقع أو مخبأة في أماكن أخرى بأنحاء البلاد، فقد لا يتردد قادتها الآن في الإسراع لبناء قنبلة نووية.
تغيير النظام
من جهة أخرى، يقول كيتنغ إنه ليس من الواضح أن إسرائيل تريد ببساطة تنازلات نووية من النظام الإيراني. فبينما صرّح نتنياهو بأن المعلومات الاستخباراتية الجديدة حول القدرات النووية الإيرانية كانت سبب اندلاع هذه الحرب، فقد اتضح من خطاب الحكومة الإسرائيلية واختيارها للأهداف أن هذه حرب تستهدف تغيير النظام الإيراني نهاية المطاف.
ولم يذكر ترامب تغيير النظام في بيانه، لكنه الآن تعهد باستخدام القوة العسكرية في تلك الحرب الإسرائيلية.
وقال كيتنغ إن هذه الحرب اتسمت حتى الآن بنجاحات تكتيكية إسرائيلية مذهلة، فضلا عن العجز الواضح لإيران وشبكتها السابقة من الوكلاء الإقليميين في ردها. وربما يكون هذا ما شجع ترامب وأقنعه بأن ضرب البرنامج النووي الإيراني الآن سيكون فعالا وأن رد الفعل سيكون قابلا للاحتواء.
ومع ذلك -وفقا لكيتنغ- ليس واضحا إلى متى يمكن لنظام الدفاع الجوي الإسرائيلي مواكبة الضربات الإيرانية إذا استمرت بالوتيرة الحالية.
وختم المقال بوصف الهجوم الأميركي الليلة الماضية على إيران بأنه مخاطرة كبيرة لن يستطيع ترامب إلقاء اللوم فيها على شخص أو جهة غيره إذا لم تسر الأمور كما خطط لها.
0 تعليق