الشرق الأوسط على صفيح ساخن.. هل تدق طبول الحرب بين أمريكا وإيران؟.. خبراء يجيبون - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

تشهد المنطقة حالة من الترقب الشديد في ظل تصاعد القوة الأمريكية وتضخم التهديد الإيراني، إذ جاءت التحركات العسكرية الضخمة من حاملات طائرات ومقاتلات وقواعد محصنة لتثير التساؤلات حول احتمال اندلاع مواجهة مفتوحة بين واشنطن وطهران.

وما بين استعراض القوة على الأرض والبحر، وتأكيد الولايات المتحدة على استخدام هذه الورقة للضغط الدبلوماسي، يبرز السؤال: هل أمريكا تستعد للحرب؟ أم أن الأمر يقتصر على إعادة إيران إلى المفاوضات؟

في المقابل، تتعاظم قوة إيران الصاروخية، التي لم تعد تنحصر في الوكلاء والحروب بالوكالة، لتوضح أن المعادلات تغيرت، إذ يمكن لصواريخها المتطورة تجاوز المدى الدفاعي الأمريكي بسهولة، مما يجعل أي ضربة أمريكية فرصة لرد متشدد يصل إلى أعماق القواعد الأمريكية ويهدد أمنها القومي والاقتصادي.

قاعدة عسكرية.. هبة جمال الدين تكشف شروط الضربة الأمريكية لإيران

قالت هبة جمال الدين، أستاذ العلوم السياسية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، في تصريحات خاصة لـ«صدى البلد»: إن الضربة قادمة، لكن ليس الآن، وإن ترامب أعطى مهلة أسبوعين قد تقل أو تزيد، وذلك متوقف على مجموعة محددات. أول محدد هو وضع إسرائيل نفسه، فحتى الآن يرى الأمريكيون أن هناك نوعًا من التكافؤ، ومن أجل ذلك أرسلت واشنطن حاملة طائرات لتعزيز قدرة تل أبيب على صد الصواريخ الإيرانية، ووضعت حاملة أخرى قريبة من إيران لتظل جاهزة لضرب أي منشأة نووية إيرانية عند اللازم.

وأوضحت هبة: «السؤال متى يضغطون على الزر؟ هناك شرطان أساسيان: أولًا يجب أن يصل عدد القتلى الإسرائيليين إلى 1500، وهو نفس الرقم الخاص بـ7 أكتوبر، والرقم مرتبط بتفسيرات كَبّالية واعتبارات تهويدية وأساطير لاهوتية تحرك تيار “المسيحية الصهيونية” الذي يمثله ترامب والمحافظون الجدد دعمًا لإسرائيل».

وتابعت: «أما عن شكل الضربة، فطبقًا لدراسة مشتركة لمعهد بيجن-السادات وجامعة بودلر قبل ستة أشهر، فإن أمريكا لن تطلق رصاصة إلا إذا ضربت إيران قاعدة عسكرية إسرائيلية بها جنود أمريكيون، خاصة بعد فشل ترامب في الحصول على دعم كامل من القادة العسكريين وظهور خلاف واضح بينهم وبينه في ملف ضرب إيران».

وحذرت هبة: «هنا الخطورة الحقيقية، لأن أي تصعيد قد يجر المنطقة إلى حرب نووية شاملة، خاصة إذا تدخلت كوريا الشمالية لنصرة حليفتها إيران، وقتها سيكون العالم في قبضة مجموعة من المتطرفين المؤمنين بالحروب النووية كطريق للوصول إلى الألف سنة السعيدة بعدما يتحول العالم إلى رماد».

استعراض قوة في الشرق الأوسط.. هل اقتربت أمريكا من ضرب إيران؟

وقال محمد فوزي، باحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، في تصريحات خاصة لـ«صدى البلد»: إن استعراض القوة الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، وحالة الحشد التي تجري على مستويات متعددة سواء في القواعد العسكرية أو حاملات الطائرات والمقاتلات الأمريكية، تشير إلى أن المنطقة على أعتاب حدث جلل قد يكون على غرار توجيه ضربة كبرى لإيران.

وأضاف فوزي أن الولايات المتحدة حتى اللحظة تلوح بهذا التصعيد دون نية حقيقية لاستخدامه، موضحًا أن الإدارة الأمريكية تسعى من خلال هذا الحشد إلى المزيد من الضغط على إيران بهدف إجلاس طهران على طاولة التفاوض وفقًا للشروط الأمريكية المتعلقة بالبرنامج النووي، والبرنامج الصاروخي، والأدوار الإقليمية لإيران.

وأكد الباحث أن الإدارة الأمريكية والدولة العميقة تدرك جيدًا خطورة توجيه ضربة مباشرة لإيران، مشيرًا إلى أن هذه الضربة ستمثل كارثة إشعاعية كبيرة، وقد تدفع إيران إلى إغلاق مضيق هرمز، الأمر الذي سيؤثر سلبًا على الداخل الأمريكي نتيجة الارتفاع المحتمل في أسعار الطاقة.

وتابع: «من المحتمل أيضًا أن تلجأ إيران إلى استهداف الوجود الأمريكي في دول الجوار والمنطقة، وهو ما يُثير تخوفًا حقيقيًا داخل دوائر صنع القرار الأمريكي، خاصة مع عدم ضمان قدرة الضربة على الإطاحة بالنظام الإيراني، ما قد يؤدي إلى زيادة شراسة طهران وتصعيدها العسكري، ويضع الولايات المتحدة في موقف حرج للغاية».

وأوضح فوزي أنه رغم الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها إيران عقب الهجوم الإسرائيلي المفاجئ، إلا أنها وفق كافة المؤشرات الراهنة استطاعت أن تستعيد زمام المبادرة وتخلق حالة من التوازن في هيكلها العسكري.

وأشار إلى أن إسرائيل، من جانبها، منيت بخسائر كبيرة رغم التعتيم الذي تمارسه سلطات الاحتلال، موضحًا أن هذه الخسائر لا تقتصر على الجانب المادي والبشري، بل تتجاوز ذلك إلى ما هو أخطر، حيث خسرت إسرائيل فكرة الأمن الداخلي ومنظومة الردع التي كانت تتفاخر بها طوال السنوات الماضية.

واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن الداخل الإسرائيلي أصبح مهددًا في كل وقت في ظل حالة الدمار التي طالت العديد من المدن، إلى جانب الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي تكبدتها إسرائيل نتيجة التصعيد الراهن، وعدم قدرتها على تحقيق أي من أهدافها الاستراتيجية رغم كل الدعم الذي تحصل عليه، وهو ما يعد خسارة كبرى لإسرائيل على أكثر من مستوى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق