عاجل

تحذير طبي القهوة سريعة الذوبان مرتبطة بفقدان البصر - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

الدراسة، التي استندت إلى تحليل جيني معمق لبيانات مئات الآلاف من الأشخاص، تفتح باباً جديداً للنقاش حول تأثير الأنظمة الغذائية المصنعة على صحة العين وضرورة مراجعة بعض العادات اليومية الشائعة.

واعتمدت الدراسة على منهجية بحثية متطورة شملت تحليل البيانات الجينية لأكثر من نصف مليون مشارك من البنوك الحيوية البريطانية والفنلندية، باستخدام تقنيات الارتباط الجيني والتوزيع العشوائي المندلي التي تتيح تحديد العلاقات السببية بدقة عالية.

وكشفت النتائج عن وجود ارتباط جيني واضح (ذو دلالة إحصائية) بين الاستهلاك المنتظم للقهوة الفورية وارتفاع خطر الإصابة بالشكل الجاف من التنكس البقعي، في حين لم تظهر قهوة الاسبريسو والقهوة منزوعة الكافيين أي ارتباط مماثل، ما يشير إلى أن الآثار السلبية للقهوة على التنكس البقعي المرتبط بالعمر تقتصر على النوع الفوري وفقا لهذه الدراسة.

وتبين أن كل زيادة بمقدار "انحراف معياري" (مقدار التباين عن متوسط الاستهلاك، أي كل كوب إضافي عن متوسط الاستهلاك) في تناول هذا النوع من القهوة يقابله ارتفاع مقلق في خطر الإصابة يصل إلى 7.9 ضعف.

ويعزو الباحثون هذه النتائج الصادمة إلى المحتوى الكيميائي المختلف للقهوة الفورية، والتي قد تحتوي على مركبات ضارة مثل الأكريلاميد والدهون المؤكسدة التي تتكون أثناء عمليات التصنيع والمعالجة الصناعية. وهذه المركبات، التي لا توجد في القهوة الطازجة، قد تساهم في إحداث تلف تدريجي في أنسجة الشبكية الحساسة مع التقدم في العمر.

ويأتي هذا الكشف العلمي في وقت يشهد فيه العالم زيادة طردية في معدلات الإصابة بالتنكس البقعي، حيث يقدر عدد المصابين حاليا بنحو 196 مليون شخص، مع توقعات بارتفاع هذا الرقم إلى 240 مليونا بحلول عام 2040 بسبب شيخوخة السكان.

ورغم وجود بعض العلاجات التي يمكن أن تبطئ تقدم المرض، يبقى التنكس البقعي حالة غير قابلة للشفاء، ما يجعل من الوقاية خيارا لا بديل عنه.

وأوصى الباحثون الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة، خاصة من لديهم تاريخ عائلي مع المرض أو تظهر عليهم علامات مبكرة له، بالحد من استهلاك القهوة سريعة الذوبان والتحول إلى القهوة الطازجة التي لم تظهر الدراسة أي آثار سلبية لها على صحة العين. كما يدعون أطباء العيون وواضعي السياسات الصحية إلى أخذ هذه النتائج في الاعتبار عند تقديم التوصيات الغذائية للمرضى وعند وضع الإرشادات العامة المتعلقة باستهلاك الأغذية المصنعة.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة، رغم دقتها المنهجية وقوة أدلتها، تعتمد على بيانات من أشخاص من أصول أوروبية بشكل أساسي، ما يستدعي الحذر في تعميم النتائج على جميع المجموعات العرقية. كما أن الآليات الجزيئية الدقيقة التي تربط بين مكونات القهوة الفورية وتلف الشبكية ما تزال بحاجة إلى مزيد من البحث والاستقصاء.

ومع ذلك، تقدم هذه الدراسة تحذيرا مهما قد يساعد الملايين حول العالم في حماية بصرهم مع التقدم في العمر.

نقلا عن روسيا اليوم


يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق