شلل تشتت الانتباه يُقيدك دون أن تدري؟ 8 أساليب للتخلّص منه - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

هل سبق أن وجدت نفسك غارقا في سيل من الأفكار والمشاعر، متسمّرا في مكانك عاجزا عن التحرك أو إنجاز أي مهمة؟ تتراكم الأطباق في الحوض، تعلو كومة الغسيل، الأطفال بحاجة للاستحمام، الرسائل البريدية تتكدس، ينهال عليك سيل من الالتزامات المهنية أو الدراسية، وكلما وجهت انتباهك لشيء، تفلت أشياء أخرى من بين يديك. وفجأة، يمر الوقت دون إنجاز يُذكر.

إذا بدت لك هذه الحالة مألوفة، فقد تكون تعاني مما يُعرف بـ"شلل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه" (ADHD Paralysis)، وهو مصطلح يُستخدم لوصف العجز الذهني المؤقت عن اتخاذ القرار أو بدء المهام، ويشيع بشكل خاص لدى المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD).

الفارق بين المماطلة العادية وشلل فرط الحركة وتشتت الانتباه يكمن في التأثير الشامل على الإنتاجية والنفسية والعلاقات (شترستوك)

ما شلل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟

يُعد هذا الشلل العقلي أكثر من مجرد تسويف أو مماطلة، بل هو تفاعل معقد بين الضغوط اليومية والتحديات الذهنية الناتجة عن خلل كيميائي في الدماغ، تحديدا في مستويات الدوبامين، وهو ناقل عصبي يرتبط بالتحفيز والمكافأة.

أبحاث عديدة توصلت إلى أن أدمغة المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه غالبا ما تنتج كميات أقل من الدوبامين. وهذا ما يجعل من الصعب عليهم الشروع في المهام أو الالتزام بها، خاصة إذا لم تكن تلك المهام مجزية على الفور. في الوقت نفسه، قد يظهر المصابون تركيزا مفرطا على بعض الأنشطة دون غيرها، مما قد يُساء تفسيره على أنه "كسل" في مهام أخرى.

إعلان

ولا يقتصر السبب على كيمياء الدماغ فقط، بل يتضمن كذلك ما يُعرف بـ"الوظائف التنفيذية"، وهي العمليات العقلية المسؤولة عن التخطيط، التنظيم، تحديد الأولويات، وإدارة الوقت. وعندما تتعطل هذه الوظائف، يصبح إنجاز المهام أشبه بمحاولة قيادة سيارة دون مكابح أو بوصلة.

أشكال الشلل المرتبط باضطراب فرط الحركة

يتجلى هذا الشلل الذهني في صور متعددة، أبرزها:

الشلل العقلي: تتداخل الأفكار وتطغى، ما يجعل الخطوة التالية غير واضحة تماما. شلل المهام: تعرف ما عليك فعله، لكنك لا تستطيع البدء أو اتخاذ الخطوة الأولى. شلل الاختيار: تُحاصرك الخيارات لدرجة أنك لا تستطيع اتخاذ أي قرار.

لماذا تصاب بشلل اضطراب فرط الحركة؟

عند التعرض للضغط أو التهديد أو المواقف المربكة، تنشط لدى الإنسان استجابة "القتال أو الهروب أو التجمّد" (Fight, Flight or Freeze). المصابون باضطراب فرط الحركة أكثر عرضة لاستجابة "التجمّد"، بسبب سهولة تشتيت انتباههم أو العكس؛ التركيز الزائد على جزئية واحدة مع إغفال بقية التفاصيل.

ومع الانخفاض الطبيعي في الدوبامين لديهم، فإن فقدان التحفيز يصبح أمرا معتادا. وعندما يشعر المصاب بالإرهاق أو بالملل، فإنه يفقد قدرته على اتخاذ قرارات، ويغرق في شلل ذهني يتفاقم كلما طالت مدته.

يشيع شلل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بشكل خاص لدى المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (شترستوك)

الآثار الجانبية لشلل اضطراب فرط الحركة

لا يقتصر تأثير هذا الاضطراب على الإنتاجية فقط، بل يمتد إلى الجوانب الاجتماعية والنفسية:

المماطلة المستمرة. صعوبة في اتخاذ القرارات وتحديد الأولويات. خلل في إدارة الوقت والتنظيم. القلق والتقلبات المزاجية والانتقاد الذاتي. الشعور بالعجز والعزلة الاجتماعية.

8 خطوات للتعافي من شلل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه

الكتابة والتنظيم: سواء باستخدام مفكرة أو تطبيق رقمي، تساعد الكتابة على تفريغ الذهن وتنظيم المهام وتجنب النسيان. تقسيم المهام الكبيرة: بدلا من العمل على مهمة ضخمة دفعة واحدة، قسمها إلى خطوات صغيرة قابلة للإنجاز، واستخدم قائمة تحقق لتوليد شعور بالإنجاز. جدولة الأنشطة اليومية: تخصيص وقت محدد لمهام متكررة يقلل عدد القرارات اليومية، مما يسهل الالتزام ويوفر طاقة ذهنية. يقلل الروتين من عدد القرارات التي تحتاج إلى اتخاذها ويقلل فرص حدوث شلل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو تبعات المعاناة من عمى الوقت. التخلي عن الكمالية: السعي للمثالية قد يؤدي إلى الجمود، لذا فإن الإنجاز البسيط أفضل من الإحجام التام. مكافأة الذات: خصص لحظات صغيرة للاحتفال بإنجازاتك، ولو كانت بسيطة، لتعزيز الدافعية من خلال تحفيز الدوبامين. الحركة البدنية: قم بتمارين خفيفة أو تحرك لبضع دقائق. النشاط الجسدي يُنعش الجهاز العصبي ويكسر حلقة التشتت أو الجمود الذهني. كسر الرتابة: غيّر بيئتك أو جدولك، استمع لموسيقى مختلفة، أو جرّب روتينا جديدا. التغيير يحفز العقل ويجدد النشاط. طلب الدعم النفسي: الاستعانة بأخصائي نفسي سلوكي قد يساعدك في إدارة الأعراض، وتعلم استراتيجيات تنظيمية فعالة، وربما استخدام أدوية عند الحاجة.

إعلان

ليس من السهل دائما التمييز بين المماطلة العادية و"شلل فرط الحركة وتشتت الانتباه"، لكن الفارق الحقيقي هو تأثيره الشامل على الإنتاجية والنفسية والعلاقات. من خلال الفهم العميق لهذه الحالة وتطبيق خطوات عملية، يمكن التغلب عليها وتحقيق تقدم ملموس، يوما بعد يوم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق