ذكرت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية أن مواطنيْن صينييْن هرّبا إلى الولايات المتحدة "عاملا بيولوجيا" خطيرا، وذلك في وقت تتصاعد فيه حرب التجسس بين البلدين، على حد تعبيرها.
وفي هذا السياق أعلن مكتب المدعي العام الأميركي للمنطقة الشرقية من ميشيغان أن "العامل البيولوجي" يمكن أن يسبب أمراضا في القمح والشعير والذرة والأرز، ويدمر المحاصيل، ويؤدي إلى القيء وتلف الكبد ويسبب تشوهات خلقية عند تناوله.
وأضاف المكتب -حسب تقرير كيلي سادلر للصحيفة- أن الفطر المسمى "فاسورانيوم غراميناريوم" (Fusarium graminearum) يعرف في الأدبيات العلمية بأنه "سلاح إرهابي زراعي محتمل" وهو مسؤول عن "خسائر اقتصادية بمليارات الدولارات في جميع أنحاء العالم سنويا".
وبحسب واشنطن تايمز، كانت يونتشينغ جيان، العضو في الحزب الشيوعي الصيني، قد تلقت تمويلا من حكومة بكين لدراسة هذا العامل الممرض في الصين.
وزعمت الصحيفة أن جيان كانت تنوي استخدام منصبها كباحثة زميلة في جامعة ميشيغان لتعزيز هذا البحث، مع علمها بالتهديد الوشيك الذي يشكله العامل الممرض على السلامة العامة، ووجود قيود على استيراد هذه المادة.
وقال كاش باتيل مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) في بيان الثلاثاء الماضي إن "هذه القضية تذكرنا بشدة بأن الحزب الشيوعي الصيني يعمل على مدار الساعة لنشر عملاء وباحثين للتسلل إلى المؤسسات الأميركية، واستهداف إمداداتنا الغذائية، الأمر الذي ستكون له عواقب وخيمة، ويعرض حياة الأميركيين واقتصادنا لخطر جسيم".
إعلان
مصدر قلق
حذر إيان ميتش الباحث السياسي بمؤسسة راند من أن شبكة التجسس الصينية قد تطور مهارات تخريب البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة.
وذكرت واشنطن تايمز أن "أجهزة الأمن في جميع أنحاء أوروبا والأميركتين تحقق في أكثر من 100 منشأة كشفت عنها منظمة حقوقية في سبتمبر/أيلول على أنها مواقع خارجية لجهاز الأمن الصيني".
أجهزة الأمن في جميع أنحاء أوروبا والأميركتين تحقق في أكثر من 100 منشأة كشفت منظمة حقوقية عن أنها مواقع خارجية لجهاز الأمن الصيني
وأشارت الصحيفة إلى أن الصين تشتري أراضي زراعية أميركية، غالبا بالقرب من مواقع حساسة.
غير أن واشنطن تايمز تقول إن "التسلل الصيني إلى المؤسسات العليا لسرقة التجارة والملكية الفكرية وغيرها من الأبحاث الحساسة" هو الأكثر خطورة، وقد أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأسبوع الماضي أن الحكومة "ستلغي بقوة تأشيرات الطلاب الصينيين، وخاصة من تربطهم صلات بالحزب الشيوعي الصيني أو يدرسون في مجالات حيوية".
وقال كريستوفر جونسون المحلل السابق بوكالة المخابرات الأميركية (سي آي إيه) -الذي أدلى بشهادته حول "سذاجة" إدارات الجامعات في قبول عملاء الحزب الشيوعي الصيني- "إن التجسس الصيني بالجامعات الأميركية مصدر قلق مشروع".
ومن عام 2018 إلى 2022، وجه "إف بي آي" لوائح اتهام متعددة لمواطنين صينيين بتهم التجسس أو تجنيد آخرين للتجسس لصالح بكين، وجميعها -حسب الصحيفة- مرتبطة بجامعات أميركية.
محاولات إغراء
مقابل هذا المجهود الصيني المزعوم للتجسس بالولايات المتحدة، أشارت "واشنطن تايمز" إلى تقرير لصحيفة غارديان البريطانية -نشر قبل شهر- قال إن وكالة المخابرات الأميركية تشن حملة تجنيد لجواسيس أجانب، وخاصة في الصين من خلال مقاطع فيديو براقة نشرت حديثا.
وقال مسؤول لدى "سي آي إيه" لرويترز "لو لم تكن هذه الطريقة ناجحة، لما كنا ننتج المزيد من الفيديوهات" وذلك في محاولة من الوكالة لإعادة بناء شبكة تجسس داخل الصين، كما تقول الصحيفة.
إعلان
ومقابل هذا النشاط، قالت غارديان إن الصين عززت قوانين مكافحة التجسس، وشجعت المواطنين على مراقبة الأنشطة المشبوهة لمن حولهم والإبلاغ عنها بدقة.
0 تعليق