أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الجمعة، أن جولة جديدة من المباحثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين ستُعقد الإثنين المقبل في العاصمة البريطانية لندن، في مسعى للتوصل إلى اتفاق بشأن التعرفات الجمركية بين البلدين.
وأوضح ترمب عبر منصته "تروث سوشال" أن الوفد الأمريكي سيضم وزير المال سكوت بيسنت، ووزير التجارة هاورد لوتنيك، وممثل التجارة جايمسيون غرير، مضيفًا: "ينبغي أن يتم هذا الاجتماع على نحو جيد جدًا".
أول اتصال هاتفي
ونقلت وكالة "رويترز" عن نظيرتها الصينية "شينخوا"، الخميس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ونظيره الصيني شي جينبينغ من المرتقب أجريا مباحثات هاتفية اتصالاً بناء على طلب ترمب.
وقال ترمب، إنه أجرى اتصالًا هاتفيًا وصفه بـ"المثمر للغاية" مع نظيره الصيني، ناقش خلاله عددًا من التفاصيل المتعلقة بالاتفاق التجاري الذي تم التوصل إليه مؤخرًا بين واشنطن وبكين.
وأكد أن الاتصال انتهى بشكل إيجابي، مشيرًا إلى أنه "لا ينبغي أن تكون هناك أي تساؤلات بشأن تعقيد منتجات المعادن النادرة"، في إشارة إلى أحد الملفات الحساسة في العلاقات التجارية بين البلدين.
وأوضح ترمب أن المسؤولين الأمريكيين والصينيين سيعقدون قريبًا اجتماعًا لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق، على أن يتم تحديد مكان الاجتماع لاحقًا.
وفي وقت سابق، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن ترمب سيتحدث مع الرئيس الصيني هذا الأسبوع"، مشيرة إلى أن الاتصال سيكون الأول بين الزعيمين منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض قبل أكثر من خمسة أشهر، بعد انقطاع طويل في قنوات التواصل.
وتأتي هذه الخطوة بينما تشهد العلاقات الأمريكية الصينية توتراً متزايداً، بعدما أعاد ترمب الأسبوع الماضي تأجيج الأزمة التجارية مع بكين، متّهماً إياها بانتهاك الاتفاق المؤقت المبرم في جنيف الشهر الماضي، والذي ينص على تجميد التصعيد الجمركي لمدة 90 يوماً.
وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، اتهم وزير التجارة الأمريكي هاورد لوتنيك الصين بـ"المماطلة" في تنفيذ التزاماتها، مما دفع بكين إلى الرد بقوة، واصفة التصريحات الأمريكية بأنها "ادعاءات كاذبة"، ومنددة بما وصفته بإجراءات تجارية "تمييزية ومقيدة".
الأسواق المالية العالمية لم تكن بمنأى عن هذه التوترات، حيث شهدت تراجعاً حاداً مطلع الأسبوع، مع تزايد القلق من اندلاع حرب تجارية شاملة بين أكبر اقتصادين في العالم.
وترمب لم يكتفِ بمهاجمة الصين، بل وجّه تهديدات مماثلة إلى شركاء تجاريين آخرين، على رأسهم الاتحاد الأوروبي، متعهداً برفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألومنيوم إلى 50% اعتباراً من الأربعاء.
ويرى مراقبون أن الاتصال المرتقب بين ترمب وشي قد يشكّل محطة حاسمة في مسار العلاقات الثنائية، في وقت تتكثف فيه الضغوط الاقتصادية وتتسارع الاستقطابات الجيوسياسية على الساحة الدولية.
0 تعليق