مغردون: سيناريو "عربات جدعون" في رفح يتكرر في الشمال - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

في تصعيدٍ يعد الأعنف منذ بدء الحرب على غزة، يتعرض القطاع لعمليات قصف وهدم ممنهجة تستهدف ما تبقى من الأحياء السكنية والبنية التحتية، من شماله إلى جنوبه، حيث تُنفذ آلة الحرب الإسرائيلية سياسة "الأرض المحروقة"، وسط استخدام لأساليب عسكرية جديدة، ودمار شامل طال كل زاوية في القطاع.

فمنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 يعيش سكان قطاع غزة تحت وطأة عدوان يومي إسرائيلي، تُهدم وتُنسف خلاله المنازل الآمنة في لحظات، ويجبر الآلاف من المدنيين الأبرياء على النزوح من جديد.

وقال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، الأحد الماضي، إن الاحتلال الإسرائيلي دمر خلال 48 ساعة نحو 70 منزلًا وبرجًا في القطاع، أغلبها في نطاق جغرافي مرتبط بشمال مدينة غزة أو شمالها الغربي أو المناطق الشمالية الشرقية للقطاع.

وكان رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي إيال زامير قد أوعز قبل يومين بتوسيع العملية العسكرية في قطاع غزة، لتشمل مناطق إضافية في شمال القطاع وجنوبه، في إطار الحرب المتواصلة على القطاع منذ 20 شهرًا.

إعلان

وقد وثّقت مقاطع فيديو، انتشرت كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي، مشاهد استمرار الجيش الإسرائيلي في هدم المباني السكنية ونسفها، من خلال الاستعانة بشركات هندسية ومقاولات لتسريع الهدم في الأحياء السكنية شمال قطاع غزة، ضمن ما يُعرف بعملية "عربات جدعون"، وهو النموذج نفسه الذي نفّذ في تدمير أحياء مدينة رفح.

وقال مغردون إنه في غضون أسبوع ونصف، تم مسح قرية خزاعة، والقرارة، وعبسان الصغيرة عن الوجود، في حين تعرّض جزء كبير من عبسان الكبيرة لتدمير كامل بعد إطلاق عملية "عربات جدعون".

وأضافوا أنه في غضون 3 أيام فقط، سُوّيت عشرات العمارات بالأرض في مدينة غزة، في مشهد وصفوه "بالكارثي"، مؤكدين أن حجم الدمار تجاوز كل التوقعات.

ووصف مغرّدون الانفجارات الأخيرة بأنها "الأعنف منذ أسابيع"، مشيرين إلى أن الغارات المتواصلة في مدينة غزة، وشمال القطاع، وخان يونس، تتبع نفس نمط "نسف المنسوف"، في استهداف متكرر لما تبقى من الأبنية المدمّرة أصلًا.

واعتبر مغرّدون آخرون أن ما يحدث هو "مجزرة عمارات سكنية"، تهدف إلى دفع السكان إلى الشوارع، تمهيدا لفرض خيار التهجير القسري، ضمن سياسة "الأرض المحروقة" التي ينتهجها الاحتلال.

إعلان

ويرى ناشطون أن الاحتلال الإسرائيلي يُسارع في تدمير ما تبقى من الأبراج السكنية، خاصة في خان يونس، قبل أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، مشيرين إلى أن القصف طال البنية التحتية والمباني الحيوية، في عملية تهدف إلى مسح ما تبقى من المدينة.

واعتبر ناشطون أن الاحتلال معنيّ الآن بتدمير هذه الأبراج ويُمعن في ذلك، كونها تؤوي مئات العائلات التي يصبح الشارع مصيرها الحتمي، مما يدفعها إلى التهجير ومغادرة غزة وشمالها، لتحقيق هدف يسعى الاحتلال لتنفيذه، بينما يُشغل الجميع بملهاة الصفقات والتفاوض.

وقال ناشط "إن الاحتلال المجرم لا يتوقف عن استهداف البنايات والمنازل السكنية في مدينة غزة، بل يريد أن يمسح كل معالم الحياة في قطاع غزة".

وأشار عدد منهم إلى أن وتيرة تدمير المنازل تتزايد بشكل متسارع في خان يونس، إذ تسعى إسرائيل إلى تدمير المباني والبنية التحتية لما تبقى من المدينة بالكامل، قبل أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار.

وانتشر فيديو تم تداوله، يظهر استعانة الجيش الإسرائيلي بمعدات هندسية وشركات مقاولات لتنفيذ عمليات الهدم المتسارعة، في إطار خطة شاملة لإزالة الأحياء السكنية في شمال القطاع ومدينة غزة ضمن عملية "عربات جدعون"، على غرار ما يجري من عملية مسح كاملة للأحياء في رفح.

وأفاد مدوّنون بأن بلدة خزاعة أصبحت منطقة منكوبة بالكامل، نتيجة الاستهداف المباشر والمستمر الذي طال كل مكونات الحياة فيها، من المنازل، والشوارع، وحتى المخيمات المؤقتة، قائلين إن "حجم الدمار فاق كل التقديرات، وجعلها غير صالحة للسكن بعد تدميرها بشكل كامل".

إعلان

وأشار آخرون إلى أن الطائرات الإسرائيلية استخدمت أنواعًا من القنابل الثقيلة للمرة الثانية خلال أسابيع، تسببت في تدمير مربعات سكنية بأكملها، وأحدثت اهتزازات أرضية شعر بها سكان مناطق مجاورة.

ومنذ مطلع مايو/أيار الماضي أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية تحت اسم "عربات جدعون"، معلنًا أنها تهدف إلى تحقيق الغايات المعلنة للحرب في قطاع غزة، وخاصة استعادة الأسرى و"إسقاط حكم حركة حماس عسكريًا وسياسيا".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق