أشار تقرير حديث إلى أن انبعاثات الكربون الأسود أدت إلى رفع درجات حرارة سطح الثلوج بمقدار 4 درجات مئوية على مدى العقدين الماضيين، مما أدى إلى تسريع عمليات ذوبان الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا، وخاصة الشرقية والوسطى.
وأظهرت دراسة أجراها مركز أبحاث "اتجاهات المناخ" حللت قياسات الأقمار الصناعية للكربون الأسود والتغيرات في درجة حرارة الثلوج بين عامي 2000 و2023 أن مستويات الكربون الأسود في جبال الهيمالايا قد ارتفعت خلال معظم العقدين الماضيين، ما يُسهم في ارتفاع درجة حرارة الثلوج، ويزيد من خطر حدوث فيضانات غير موسمية ناجمة عن الأنهار الجليدية.
ويعمل الكربون الأسود الذي يتشكل خلال عمليات الاحتراق غير الكاملة للكتلة الحيوية (الخشب والنفايات الخضراء) أو الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز) كمصباح حراري على الثلج. فهو يُغمق السطح، ويُسرّع ذوبانه، ويُطلق حلقة تغذية راجعة خطيرة.
وقالت الدكتورة بالاك باليان، المؤلفة الرئيسة للدراسة: "إن ذوبان الأنهار الجليدية يتسارع، مما يهدد موارد المياه العذبة لنحو ملياري شخص في اتجاه مجرى النهر".
وأضافت أن منطقة شرق الهيمالايا تظهر باستمرار أعلى مستويات الكربون الأسود، ويرجع ذلك على الأرجح إلى قربها من المناطق المكتظة بالسكان ومناطق حرق الكتلة الحيوية.
إعلان
وتشير الدراسة أيضا إلى أن المناطق ذات الترسبات الأعلى بالكربون الأسود شهدت درجات حرارة سطح ثلج أعلى وعمق ثلجي أقل، ما يؤكد وجود ارتباط إيجابي قوي بين الكربون الأسود ودرجة حرارة سطح الثلج، وظاهرة الاحتباس الحراري السطحي.
ويشكل الكربون الأسود المنتشر بكثافة في هواء بلدان آسيوية كثيرة وفي المحيطات والمسبّب بإذابة الأنهر الجليدية في جبال الهيمالايا والطبقة الجليدية في القطب الشمالي، "ملوّثا خارقا" غير معروف بشكل كبير، لكنّه موجود في كل مكان تقريبا.
ويقول كزافييه ماري، المتخصص في البيولوجيا الكيميائية ومدير الأبحاث في معهد الأبحاث المتعلقة بالتنمية "آي آر دي" (IRD) في بانكوك "إنه أقدم ملوّث في العالم. أول إنسان أشعل النار في كهفه، تنفس الكربون الأسود".
ويبقى الكربون الأسود في الغلاف الجوي 12 يوما فقط، لكنه يؤثر بشكل كبير على صحة السكان المعرّضين له، خصوصا في جنوب آسيا وأفريقيا، كما يتسبب بالاحترار أكثر ممّا يساهم به ثاني أكسيد الكربون بـ1500 مرة، بحسب التحالف المعني بالمناخ والهواء النقي للحدّ من ملوثات المناخ قصيرة العمر.
وقد تفاقمت انبعاثات هذا الملوّث المنبعث من التدفئة المنزلية والطهي 10 مرات منذ بداية الثورة الصناعية. وانخفضت بشكل طفيف منذ وصولها إلى الذروة في أوائل عام 2010.
0 تعليق