أعلنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل في المغرب عن وفاة الفنانة نعيمة بوحمالة، عن عمر ناهز 77 عاما، بعد صراع طويل مع أمراض القلب.
وفي بيان نُشر عبر الحساب الرسمي للوزارة على منصة إكس، عبّر وزير الشباب والثقافة محمد المهدي بنسعيد عن بالغ الحزن والأسى لرحيل الفنانة، مقدما تعازيه إلى أسرتها، وإلى كافة أفراد الوسط الفني والثقافي المغربي.
واعتبر البيان أن الراحلة كانت من أبرز رموز الفن المغربي، إذ تركت بصمة راسخة في الذاكرة الوطنية من خلال أدائها المتقن والمعبّر، سواء على خشبة المسرح أو في الدراما التلفزيونية والسينما. وقد تميزت بمقدرتها على تجسيد شخصيات واقعية قريبة من الجمهور، تمثّل نبض الشارع المغربي ومزاجه الاجتماعي والإنساني.
إعلان
حزن في الوسط الفني ونعي واسع
نبأ رحيل نعيمة بوحمالة أثار موجة من الحزن والتأثر في الوسط الفني المغربي، حيث توالت ردود الفعل من فنانين ومخرجين ومتابعين عبّروا عن أسفهم لفقدان إحدى أيقونات المسرح والتلفزيون.
ونشرت الفنانة لطيفة أحرار، مديرة المعهد العالي للفن المسرحي، منشورا على حسابها على فيسبوك نعت فيه الراحلة قائلة: "رحم الله الفنانة القديرة..".
أما المطرب سعد لمجرد، فشارك عبر خاصية القصص المصورة على إنستغرام قائلا إن نعيمة بوحمالة كانت "أيقونة ستظل في ذاكرة الفن المغربي".
وعبر المخرج إدريس الروخ عن حزنه على رحيل الفنانة نعيمة بوحمالة عبر منشور على حسابه الرسمي في فيسبوك.
واستعاد الفنان رشيد الوالي ذكرى لقائه الأول بها، قائلا "لن أنسى أول مرة وقفت أمامها كممثل شاب، في مسلسل حوت البر تحت إشراف المخرجة الكبيرة فريدة بورقية. كانت أما على الشاشة، وصوتا من صوت الأرض، ورفيقة درب في رحلة الفن".
نعيمة بوحمالة.. مسيرة فنية حافلة
وكانت الفنانة المغربية الراحلة نعيمة بوحمالة وُلدت أواخر أربعينيات القرن الماضي، وبدأ شغفها بالفن مبكرا، حيث وقفت لأول مرة على المسرح عندما كان عمرها 13 عاما. ومنذ تلك اللحظة، بدأت رحلة فنية طويلة تجاوزت 5 عقود، جعلت منها واحدة من أكثر الفنانات حضورا وتأثيرا في الساحة الفنية المغربية.
وبدأت تجربتها الاحترافية من خلال المسرح، حيث شاركت في عروض مميزة ونالت إعجاب الجمهور. كما ساهمت في تأسيس فرقة "تكادة"، وقدّمت من خلالها أعمالا مثل "رحبة الفراجة".
وعلى الصعيد التلفزيوني، تألقت في مسلسلات شهيرة مثل "هاينة"، و"مداولة"، و"حديدان"، و"ولاد ناس".
أما في السينما، فشاركت في أفلام ذات صدى جماهيري، منها "الملائكة لا تحلق فوق الدار البيضاء"، و"الطفل الشيخ"، و"ستة من ستين"، و"الدار الكبيرة"، و"اللعب مع الذئاب"، و"عنداك أ ميلود"، و"خمسة وخميس"، و"انكسار".
إعلان
وقد تميّزت بوحمالة بقدرتها على تجسيد الشخصيات المركبة التي تجمع بين الطابع الكوميدي والدرامي، مما منحها مكانة خاصة في وجدان المشاهد المغربي.
وعانت الفنانة في السنوات الأخيرة من وعكات صحية متكررة نتيجة مشاكل في القلب، وهو ما قلل من ظهورها الفني. وكان آخر ظهور علني لها في أبريل/نيسان 2025، خلال عرض فيلم "البوز" للمخرجة دمنة بونعيلات، والذي اعتبره كثيرون بمثابة وداع مؤثر منها لجمهورها ومحبيها.
0 تعليق