تُعتبر سلسلة Command & Conquer (C&C) واحدة من أنجح سلاسل الألعاب الاستراتيجية في تاريخ الألعاب. استندت السلسلة إلى إصدار Westwood Studios الرائد Dune II: The Building of a Dynasty عام 1992، وقد أحدثت Command & Conquer ثورة في نوع الألعاب الاستراتيجية عام 1995 بفضل معاركها السريعة ومشاهدها الحماسية. حقق هذا الإصدار نجاحًا باهرًا أدى إلى إطلاق 13 عنوانًا ضمن السلسلة منذ ذلك الحين.
تنقسم سلسلة الألعاب إلى ثلاثة “عوالم” مختلفة، تتابع إما سلسلة Tiberium أو سلسلة Red Alert أو سلسلة Generals. تلقى الإصدارات اللاحقة من Command & Conquer ردود فعل متنوعة من النقاد واللاعبين على حد سواء، ولم تكن جميعها إيجابية. على سبيل المثال، لم تَحظَ Command & Conquer: Renegade، وهي إصدار مشتق غير تقليدي في نوعه، بترحيب كبير. في هذا المقال، نستعرض بعض الألعاب التي ما زالت تحتفظ بجودتها.
Command & Conquer 3: Tiberium Wars
تجري أحداث Command & Conquer 3: Tiberium Wars في عام 2047، أثناء حرب Tiberium الثالثة، بعد ما يقرب من عقدين من السلام بين قوات منظمة Nod وقوات الدفاع العالمي (GDI). يُعد هذا الإصدار تكملة منتظرة بشدة للعبة Command & Conquer: Tiberian Sun التي صدرت في 1999، حيث تلتزم C&C3 بشكل كبير بأسس سلسلة Command & Conquer مع تقديم القليل من الآليات الجديدة في أسلوب اللعب.
رفعت شركة EA وتيرة اللعبة قليلًا، وأبرز تغيير عن الألعاب السابقة كان تقديم فصيل جديد، وهو عرق فضائي يُدعى Scrin. ورغم أن الفصيل الثالث لا يحمل طابع الفصائل المعروفة مثل Nod وGDI، إلا أن اللعبة حافظت على العناصر التي أحببناها في الإصدارات السابقة، بما في ذلك المشاهد السينمائية الحية التي تتميز بطابعها المرح قليلًا ويشارك فيها ممثلون حقيقيون مثل مايكل آيرونسايد، مع تحسينات بصرية رائعة وأنيقة.
Command & Conquer: Red Alert 2
رغم أن Command and Conquer: Red Alert 2 لم تُحدث ثورة كبيرة في نوع الألعاب الاستراتيجية في الوقت الفعلي، إلا أنها رفعت مستوى المتعة إلى أقصى حد. تستكمل القصة حيث انتهى Command and Conquer: Red Alert، حيث يقوم الجنرال رومانوف بإعادة بناء القوات السوفييتية ويشن هجومًا مدمرًا على الحلفاء الذين وقعوا في شعور زائف بالأمان بعد هزيمة ستالين في اللعبة الأولى.
تشابهت اللعبة في آلياتها مع سابقتها، لكن تنوع الوحدات والتركيز على القتال في المناطق الحضرية أضفى عليها اختلافًا استراتيجيًا كبيرًا، خاصةً مع التطور الملحوظ في المعارك البحرية التي غابت عن الإصدار السابق. تنوع الوحدات المتاحة يصل أحيانًا إلى حد الغرابة؛ بدءًا من حبار البحر العملاق والدلافين المدربة وصولًا إلى الصواريخ بعيدة المدى والمناطيد السوفيتية القوية رغم بطئها. وسط هذه الوحدات المجنونة والمبتكرة يكمن نظام قتال متوازن وذكي، يتيح للاعبين طرقًا متعددة لتحقيق النجاح. وكل هذا دون احتساب العدد الكبير من حزم التوسعة المتوفرة.
Command & Conquer
أحدثت لعبة Command & Conquer الأصلية ثورة في عالم الألعاب الاستراتيجية في الوقت الفعلي (RTS). من خلال تبسيط واجهة البناء، تمكّن اللاعب من التركيز بشكل أكبر على الأكشن والقتال. هذا الانغماس الكامل في ساحة المعركة أتاح للعبة أن تُلعب بوتيرة لم تكن معروفة من قبل. كما كانت من أوائل الألعاب التي استخدمت ممثلين حقيقيين في المشاهد السينمائية، مما أضفى تأثيرًا دراميًا بارزًا وساهم في تأسيس الخلفية الدرامية للفصائل المتحاربة: The Brotherhood of Nod وGDI.
لا يُعتبر إدراج هذه اللعبة هنا مجرد استرجاع لذكرى لعبة قديمة، بل إن الواجهة المبسطة وتوازن اللعب الجيد يجعلانها تحتفظ بقيمتها حتى بعد مرور قرابة ثلاثة عقود. قد ينفر بعض اللاعبين المعاصرين بسبب الرسومات القديمة، إلا أن هذا الأمر قد تم تجاوزه بعد إصدار Command & Conquer Remastered Collection، الذي جمع كل عناصر اللعب المحبوبة مع تحسينات في الصوت والرسومات لتصبح بدقة 4K.
Command & Conquer: Red Alert
بعد عام من النجاح الباهر الذي حققته Command & Conquer، قامت Westwood Studios بإعادة تصور (re-imagined) المشروع ونقل أحداثه إلى حقبة الحرب الباردة، متخيلة حربًا شاملة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة.
حسّنت الشركة واجهة اللعبة قليلاً مقارنةً بالإصدار الأصلي، لكنها حافظت بشكل كبير على التركيز على الأكشن في الوقت الفعلي. لم يؤثر ذلك سلبًا على اللعبة بأي شكل من الأشكال، بل بالعكس، استندت إلى أساس متين ومجرب وارتقت بها إلى مستويات جديدة. قدمت اللعبة مجموعة متنوعة من الوحدات الجديدة والقوية، مما أجبر اللاعب على تبني تكتيكات مرنة ومتغيرة.
في لعبة Red Alert، شهدنا تقريبًا عكس الديناميكية التي كانت بين Nod وGDI، حيث اعتمد الحلفاء على السرعة والمفاجأة، بينما جسّد السوفييت القوة والجبروت. وكما حدث مع الإصدار الأصلي من Command & Conquer، جرى تجديد Red Alert وجميع توسعاتها ضمن مجموعة Command & Conquer Remastered Collection. نأمل أن نرى الألعاب التالية تُعاد إحياؤها بنفس الطريقة.
Command & Conquer: Generals
تميزت لعبة Command & Conquer: Generals بطابع خاص ومستقل مقارنةً بالإصدارات الأخرى في السلسلة، لكنها من ناحية اللعب تبقى واحدة من أفضل ألعاب C&C المتوفرة. قدمت اللعبة رسومات ثلاثية الأبعاد بالكامل، مما أضفى عليها ديناميكية بصرية مختلفة تمامًا. ومع قرار EA بنقل واجهة المستخدم من الشريط الجانبي الأيمن إلى الأسفل، وضعت اللعبة أسسًا جديدة تختلف عن سابقاتها في السلسلة.
تنتقل اللعبة في جزئها الثاني إلى بيئة حديثة، حيث تتصارع الولايات المتحدة والصين مع منظمة إرهابية ثالثة تُدعى جيش التحرير العالمي (Global Liberation Army). تقدم هذه الفصائل الثلاثة وحدات مختلفة تمامًا عن بعضها البعض، بالإضافة إلى مميزات وعيوب متنوعة؛ ومن أبرز ما يميز C&C Generals هو التوازن الدقيق بين أساليب اللعب المختلفة لكل فصيل.
لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.
أخبار متعلقة :