نستكمل مقالتنا
هل أحتاج إلى لوحة مفاتيح للألعاب؟
لم يعد الفرق بين لوحة المفاتيح المخصصة للألعاب وبين لوحة المفاتيح الجيدة التقليدية واضحًا كما كان في السابق. في الماضي، كانت لوحة الألعاب تُعرّف بأنها تحتوي على مفاتيح إضافية مخصصة للألعاب، أما اليوم، فأصبح يُشار إليها غالبًا بسبب وجود إضاءة RGB. لكن الحقيقة أن الفرق الأهم يكمن في أن معظم لوحات الألعاب مصممة للاستجابة السريعة، في حين أن اللوحات الأخرى قد تُركّز على عمر البطارية أو الراحة العامة، مما قد يُؤثر على الأداء في اللحظات الحاسمة داخل الألعاب.

رغم أن المفاتيح الإضافية لم تعد أساسية للجميع، إلا أنها لا زالت مفيدة لمن يفضل تنفيذ أوامر معقدة بلمسة واحدة دون الحاجة إلى إعادة برمجة الأزرار الأساسية.
هناك ثلاثة عناصر رئيسية أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار في لوحات المفاتيح المخصصة للألعاب: الحجم، وإحساس المفاتيح عند الضغط، والمفاتيح التماثلية.
بالنسبة للحجم، يفضل البعض اللوحات الكاملة التي تحتوي على جميع الوظائف، لكن بات عددًا متزايدًا من اللاعبين يختار اللوحات الصغيرة بدون لوحة أرقام، لأنها توفّر مساحة أكبر للفأرة على المكتب.
أما إحساس المفاتيح، فيميل كثير من اللاعبين إلى المفاتيح الخطية الخفيفة التي لا تُصدر صوتًا ولا تقدم مقاومة واضحة عند الضغط، لأنها تُسهل التفاعل السريع أثناء اللعب، على عكس المفاتيح اللمسية أو النقرية التي يُفضلها من يكتبون كثيرًا.
أما المفاتيح التماثلية، فهي تتيح استجابة مشابهة لأزرار التحكم في اليد (مثل زر التسارع في يد التحكم)، مما يسمح بإعداد نقطتين للتفعيل في نفس المفتاح، أو تفعيل ميزة الاستجابة السريعة، أو حتى تعديل ارتفاع نقطة التفعيل. هذه الميزات قد تكون حاسمة في بعض الألعاب وتمنح اللاعب قدرة على التفاعل بسرعة ودقة أعلى.
ما المفاتيح الميكانيكية؟
تُعد المفاتيح الميكانيكية أحد نوعَي المفاتيح الرئيسيين في لوحات المفاتيح، إلى جانب المفاتيح الغشائية (membrane). المفاتيح الغشائية تُصنّع بتكلفة أقل، وتُستخدم في اللوحات الاقتصادية، كما أنها هادئة نسبيًا، لكنها لا توفّر استجابة قوية ولا تدوم طويلًا، فقد تبدأ في فقدان كفاءتها بعد عام من الاستخدام المكثف.
في المقابل، توفّر المفاتيح الميكانيكية إحساسًا أكثر ثباتًا واستجابةً أكثر دقة، كما أنها تعيش لفترة أطول بكثير. يمكن أيضًا تبديل أغطية الأزرار بسهولة، وفي كثير من اللوحات الحديثة يمكن حتى تبديل المفاتيح نفسها، وهو ما يُعرف باللوحات القابلة للتبديل السريع (hot-swappable). هذا يتيح تجربة أنواع مختلفة من المفاتيح الميكانيكية (الخطية، اللمسية، النقرية) حتى يتم اختيار النوع الأنسب حسب التفضيل الشخصي.
هل يمكن أن تساعدك لوحة مفاتيح الألعاب على تحسين أدائك في اللعب؟
الإجابة نعم ولا في الوقت نفسه. في معظم الألعاب، يمكن لأي لوحة مفاتيح جيدة الاستجابة أن تقوم بالمطلوب، لكن لوحات المفاتيح المصممة للألعاب يمكن أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في مواقف معينة.
تركّز هذه اللوحات غالبًا على تحسين الاستجابة وتقليل التأخير، ما يقلل من فرص حدوث تأخير في تنفيذ الأوامر عند الضغط على الأزرار، وهذا يظهر بوضوح أكبر في اللوحات اللاسلكية الحديثة.
المفاتيح الميكانيكية، سواء كانت موجودة في لوحة ألعاب أو لا، توفّر عادة استجابة أسرع وأكثر موثوقية من المفاتيح الغشائية. بعض المستخدمين يعتبرون الأزرار الإضافية في لوحات الألعاب ضرورية لتنفيذ أوامر معقدة بسرعة، كما أن القدرة على برمجة الأزرار تمنح مزيدًا من التحكم في بيئة اللعب.
أما في حال استخدام لوحة مفاتيح ميكانيكية تدعم المفاتيح التماثلية، فسيكون بالإمكان الحصول على وظائف متقدّمة مثل جعل الزر يتصرف كزر تحكّم تماثلي، ما يتيح مثلًا ضغطات تدريجية لتسارع أو فرملة سلسة في ألعاب السباق. كما أن ميزات مثل Rapid Trigger وSnap Tap يمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في بعض الألعاب، خصوصًا في الاستجابة الفورية والسريعة للحركة.
ما Rapid Trigger وSnap Tap؟
تُعد تقنيات Rapid Trigger وSnap Tap من أبرز الميزات التي ظهرت مؤخرًا في لوحات المفاتيح التي تستخدم مفاتيح تماثلية، وقد أطلقت Razer هذه الأسماء على هذه الوظائف الجديدة.
تستخدم ميزة Rapid Trigger قدرة المفاتيح التماثلية على استشعار الارتفاع الفعلي للزر، وليس فقط تجاوزه لنقطة معينة كما هو الحال في المفاتيح التقليدية. هذا يسمح للزر بإعادة التفعيل فورًا بمجرد أن تبدأ برفع إصبعك عنه قليلًا، دون الحاجة لأن يعود الزر بالكامل إلى وضعه الأصلي قبل أن يُمكن الضغط عليه مرة أخرى. هذه السرعة في إعادة التفعيل تمنح أفضلية كبيرة في ألعاب مثل ألعاب القتال لتنفيذ مجموعات ضربات متتالية، أو في ألعاب التصويب.
أما ميزة Snap Tap فهي تتيح إمكانية الضغط على زر معيّن، ثم النقر على زر آخر، لتقوم اللوحة تلقائيًا بإعادة تفعيل الزر الأول بمجرد إفلات الزر الثاني. على سبيل المثال، يمكن الضغط على زر A للحركة إلى اليسار، ثم النقر على زر D للحركة إلى اليمين، وعند إفلات D تعود اللوحة تلقائيًا لتفعيل A دون تدخل إضافي منك. هذا يتيح تنفيذ حركة التنقّل السريع يمينًا ويسارًا بسلاسة دون الحاجة لرفع الأصابع عن كلا الزرين، وهو أمر بالغ الفعالية في تجنّب الطلقات في ألعاب التصويب. لدرجة أن هذه التقنية تم حظرها في لعبة Counter-Strike نظرًا لما تمنحه من أفضلية كبيرة.
هل أحتاج إلى لوحة مفاتيح ألعاب باهظة الثمن؟
الأمر نسبي. لوحات المفاتيح الغشائية الاقتصادية يمكن أن تفي بالغرض، خاصة إن كانت موجهة للألعاب وتتميّز باستجابة سريعة نسبيًا، وستكون أفضل بكثير من لوحات رديئة بأقل من 20 دولارًا. اللوحات الميكانيكية الرخيصة تفتقر لبعض التفاصيل المتقدّمة لكنها لا زالت تقدّم الإحساس الأساسي بالاستجابة والاعتمادية. ومع ذلك، من يرغب في تحكم كامل، وتخصيص دقيق، وجودة تصنيع فائقة، سيجد ما يبحث عنه في اللوحات المتقدمة من الفئة العليا.
أما إذا كنت تبحث عن بنية ألعاب مثالية، فحتى أفضل لوحة مفاتيح لن تكون فعالة على جهاز لا يستطيع تشغيل الألعاب بكفاءة. لذا يُنصح بالنظر أيضًا في ترقية مكونات الحاسوب واختيار فأرة ألعاب جيدة لضمان تحكّم دقيق واستجابة موثوقة أثناء اللعب.

لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.
0 تعليق