بعد 52 عامًا من الدوران حول الأرض، يستعد المسبار السوفييتي Cosmos 482 لدخول الغلاف الجوي للأرض خلال أيام، في حادثة فلكية نادرة، أُطلق المسبار في 31 مارس عام 1972 ضمن برنامج “فينيرا” السوفييتي لاستكشاف كوكب الزهرة، لكنه فشل في مغادرة مدار الأرض بسبب خلل تقني، وظل في المدار منذ ذلك الحين.
تشير التقديرات إلى أن الجزء المتبقي من المسبار، وهو وحدة الهبوط، سيعود إلى الأرض بين 8 و14 مايو الجاري، وفقًا لحسابات العالم الهولندي ماركو لانغبروك. ويُرجح أن يكون تاريخ العودة الأقرب هو 11 مايو، مع احتمالية سقوطه في نطاق يمتد من كيبك شمالًا إلى باتاغونيا جنوبًا، أي بين خطي عرض 52 شمالًا وجنوبًا.
المثير أن وحدة الهبوط صُممت أصلًا لتحمّل الغلاف الجوي الحارق لكوكب الزهرة، مما يعني أن نجاتها من الاحتراق عند دخول الغلاف الجوي للأرض واردة. يبلغ وزن الوحدة حوالي 1100 رطل (ما يعادل وزن سيارة)، بحسب تقديرات وكالة ناسا. ويقول لانغبروك إن خطر الحادث ليس كبيرًا، لكنه “ليس معدومًا”.
قام المصوّر الفلكي رالف فان ديبرغ بالتقاط صور للمسبار باستخدام تلسكوب مزوّد بكاميرا عالية الدقة، تُظهر ما قد يكون مظلة الهبوط الخاصة بالمسبار. لكن لا يوجد تأكيد رسمي حتى الآن، إذ من غير المتوقع أن تظل المظلة صالحة بعد أكثر من خمسة عقود.
تم بناء Cosmos 482 كمسبار شقيق لـVenera 8، والذي نجح في الهبوط على سطح الزهرة في نفس العام، 1972. وتمكن Venera 8 من إرسال بيانات من سطح الكوكب لمدة 50 دقيقة، قبل أن يتعطل بسبب الحرارة المرتفعة هناك.
مع اقتراب لحظة دخوله الغلاف الجوي، يبقى مصير Cosmos 482 غير مؤكد: هل سيتفكك بالكامل؟ أم سيصمد كما صُمم؟ ما هو مؤكد، أن الأرض على موعد مع واحدة من أندر لحظات عودة الفضاء إلى الأرض، بعد رحلة استمرت أكثر من نصف قرن.
0 تعليق