أعلنت شركة OpenAI، المطورة لـ ChatGPT، عن تراجعها عن خطة هيكلية كانت ستحولها من منظمة غير ربحية إلى كيان ربحي مستقل، حيث جاء هذا القرار بعد ضغوط قانونية مكثفة، في مقدمتها دعوى قضائية من الشريك المؤسس إيلون ماسك، الذي اتهم الشركة بالتخلي عن مهمتها الأصلية.

وفي تدوينة نشرها الرئيس التنفيذي سام ألتمان، أكد أن الكيان غير الربحي سيستمر في الإشراف الكامل على القطاع الربحى، وكتب: “OpenAI تأسست كمنظمة غير ربحية، وهي كذلك الآن، وستظل كذلك في المستقبل، هذا لن يتغير".

رغم التراجع عن تسليم السيطرة، أوضح ألتمان أن الشركة ستستمر في تحويل قطاعها الربحي إلى شركة منفعة عامة (PBC)، ما يتيح لها جمع تمويلات أكبر، دون أن تفقد المنظمة غير الربحية صلاحياتها الإدارية.

وقال بريت تايلور، رئيس مجلس الإدارة: “اتخذنا قرار الحفاظ على السيطرة غير الربحية بعد التشاور مع قادة المجتمع المدني، والنقاش مع مكاتب النائب العام في كاليفورنيا وديلاوير.”

أوضحت OpenAI أن الهيكل الجديد يمثل “تسوية” تحقق توازنًا بين متطلبات المستثمرين ورؤية المؤسسة الأخلاقية، وأضاف ألتمان: “نعتقد أن هذا الحل يتجاوز الحد الأدنى اللازم لجمع التمويل، دون الحاجة إلى تغيير العلاقة مع المستثمرين الحاليين.”

وأكد أن هدف الشركة هو تمكين الجميع من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي القوية بحرية واسعة، ضمن حدود أخلاقية عامة، مع طموح لمشاركة نماذج مفتوحة المصدر مستقبلًا.

تأتي هذه التطورات بينما تواصل OpenAI مواجهة دعوى قضائية من إيلون ماسك، المؤسس المشارك الذي غادر الشركة عام 2018 بعد خلافات مع ألتمان حول مسار الشركة.

ويتهم ماسك OpenAI بخرق العقود والاحتيال، مؤكدًا أنها انحرفت عن هدفها في خدمة الإنسانية، وأصبحت وسيلة لـ “الإثراء الذاتي” لقادتها، خصوصًا بعد شراكتها التجارية مع مايكروسوفت، ومن المقرر أن تبدأ المحاكمة في مارس 2026 أمام هيئة محلفين في كاليفورنيا.

وجاء في نص الدعوى أن “الخداع والخيانة في هذه القضية تتجاوز أبعاد التراجيديا الشكسبيرية”، حسب وصف محامي ماسك، مارك توبيروف، الذي قال إن إعلان OpenAI“ يُخفي تفاصيل جوهرية حول طبيعة السيطرة غير الربحية المزعومة”.

خلافات سابقة

الخلاف بين ماسك وOpenAI ليس جديدًا، فقد أبدى ماسك مرارًا اعتراضه على توجه الشركة نحو السرية والربحية، وكتب في أحد منشوراته: “OpenAI تأسست كمنظمة مفتوحة المصدر وغير ربحية لموازنة نفوذ جوجل، لكنها أصبحت الآن كيانًا ربحيًا مغلقًا تسيطر عليه مايكروسوفت، هذا لم يكن القصد.”

وكشف الكاتب والتر إيزاكسون في سيرته الذاتية عن ماسك، أن الأخير حاول دمج OpenAI مع Tesla، لكن مجلس الإدارة رفض، مما عجّل بانسحابه من الشركة.

رغم النزاع القضائي، تؤكد OpenAI أنها قادرة على الاستمرار في جذب الاستثمارات، وقد أعلنت مؤخرًا عن نيتها جمع 40 مليار دولار في جولة تمويل جديدة تقودها شركة سوفت بنك اليابانية.

تُظهر التطورات الأخيرة أن OpenAI تحاول الموازنة بين طموحاتها التجارية وحماية رسالتها الأخلاقية، وبينما تتصاعد حدة الصراع القانوني مع أحد مؤسسيها، تبقى الشركة مصممة على الاستمرار في تطوير الذكاء الاصطناعي بما يخدم الإنسانية، ولو عبر طرق ملتفة ومعقدة.