قدّمت بعض ألعاب السباقات في العقد الأول من الألفية تجربة تتجاوز مجرد الوصول من النقطة الأولى إلى الثانية بأسرع وقت ممكن. صنعت هذه الألعاب بيئة مفتوحة لعشاق السيارات، ومحبي الاصطدامات، وسائقي الشوارع، ومهندسي المضامير الدقيقة، لتوثّق كل واحدة منها لحظة فارقة في تطور هذا النوع من الألعاب.
لم تقتصر المتعة فيها على القيادة فقط، بل تركت بصمة عميقة في عالم ألعاب السباقات ما زالت آثارها واضحة حتى اليوم. سواء عبر الإثارة الناتجة عن تجاوز المركبات بسرعة 150 ميلًا في الساعة، أو عبر التعديل الدقيق على نسب التروس لتوفير أجزاء من الثانية، فقد شكّلت هذه الألعاب ملامح جيل كامل.

OutRun 2006: Coast 2 Coast
الانجراف نحو الذكريات بسيارة فيراري وغروب شمس
لم تحتج تجربة OutRun إلى تعقيد أو واقعية. كانت كل المسألة تتلخص في سيارة سريعة وطريق ساحلي متعرج. لم يكن هدف OutRun 2006 كسب إعجاب جمهور محاكاة السباقات، بل منح اللاعبين متعة الآركيد الخالصة.
لكن تحت تلك الواجهة المريحة، وُجد نظام سباقات مصقول بعناية. نقاط التحقق باتت أكثر دقة، وتحكم السيارة أكثر توازنًا، ووضعيات التحدي مثل “Heart Attack” قدّمت تنوعًا ممتعًا يحوّل السرعة إلى عرض أداء. لم يكن الفوز وحده كافيًا، بل كان لا بد من إبهار الراكب من خلال الانجرافات المتقنة والتجاوزات السلسة.
خلافًا لمعظم ألعاب السباقات التي لاحقت الواقعية أو القتامة، آثرت OutRun 2006 أن تحتضن جانبها الحالم، وهو ما جعلها لا تُنسى. لم تهتم بتوقيتات اللفات، بل اهتمت بالإيقاع، والانسيابية، والاستمتاع بالمشهد بسرعة 180 ميلًا في الساعة.
Project Gotham Racing 4
نقاط الأسلوب تهم بقدر المركز الأول
لم تكن Project Gotham Racing 4 تهتم بما إذا كان اللاعب يسلك خط السباق المثالي، بل كانت تريده أن يفعل ذلك بأسلوب خاص. منح نظام Kudos نقاطًا لكل انزلاق محسوب أو تجنب اصطدام أو استعراض جرأة، محولًا كل سباق إلى عرض أداء وليس سباق وقت.
ما ميز هذه النسخة عن سابقتها هو نظام الطقس الديناميكي. فالمطر لم يكن مجرد خلفية، بل أثر فعليًا على تماسك السيارة وأجبر اللاعبين على تغيير أسلوبهم حتى في الحلبات المألوفة. كما أن إضافة الدراجات النارية، رغم الجدل حولها في البداية، أضفت طبقة جديدة من الاستراتيجية، خاصة أن السيارات والدراجات شاركت الحلبة معًا.
كانت قائمة السيارات منتقاة بعناية، من سيارات نادرة إلى وحوش السباقات، لكن ما جعل اللعبة فريدة هو الإحساس الواقعي أثناء القيادة. سواء في شوارع شنغهاي المضاءة بالنيون أو على منعطفات نوربورغرينغ تحت المطر، حافظت اللعبة دائمًا على توازن دقيق بين الجمال البصري وعمق القيادة، وهو أمر نادر في هذا النوع من الألعاب.
Test Drive Unlimited
الخريطة كانت أوسع من السباق نفسه
جعلت Test Drive Unlimited من تجربة السباق أسلوب حياة أكثر من مجرد سباق تقليدي. تقع أحداثها على نسخة مطابقة بالحجم الحقيقي لجزيرة أواهو، حيث يستطيع اللاعبون شراء منازل، والتجول في معارض السيارات، والانطلاق في مئات الأميال من الطرق السريعة والجبال والسواحل، دون وجود شاشات تحميل تفصل بين أي من هذه التجارب.
كانت من أوائل ألعاب السباقات التي تبنت مفهوم العالم المفتوح بأسلوب MMO *، قبل أن تُصبح مصطلحات مثل “الخدمة الحية live service” شائعة. أُتيح للاعبين تحدي أي سائق يقابلونه في الطرق مباشرة، وتبادل السيارات، أو ببساطة الاستمتاع بجولة في سيارة Aston Martin عند غروب الشمس على طريق ساحلي.
تميزت اللعبة بتنوع أسطولها من السيارات، ما بين المركبات الفاخرة والعتيقة، مع سلوك قيادة مختلف لكل منها يحاكي واقعها. لم يكن التفوق فقط في السرعة، بل في الشخصية أيضًا، وكل مركبة داخل TDU امتلكت هويتها الخاصة.
* في عالم الألعاب، MMO هي اختصار لعبارة: Massively Multiplayer Online، ومعناها: لعبة جماعية ضخمة على الإنترنت.
ويُقصد بها نوع من الألعاب التي تسمح لعدد كبير جدًا من اللاعبين بالتواجد والتفاعل في عالم افتراضي مشترك ومتصل دائمًا بالإنترنت.
Burnout Paradise
المدينة التي لا تعترف بحدود السرعة
لم يكن هناك شيء مقيّد في Burnout Paradise. أخذت فوضى الأجزاء السابقة وفتحتها على مدينة ضخمة مليئة بالقفزات، والممرات السرية، وكل ما يمكن تحطيمه.
تخلّت اللعبة عن مسارات السباق الثابتة، إذ تبدأ الفعاليات من أي تقاطع، ويقرر اللاعب بنفسه الطريق الذي يسلكه نحو خط النهاية. جعل هذا من كل سباق تجربة فريدة مليئة بالارتجال والتغيير. ومع وجود أفضل نظام تدمير سيارات في الألعاب، تحولت كل جولة إلى مهرجان سرعة وانفجار.
لكن خلف هذا الجنون، وُجد توازن مثالي في الإيقاع والانسيابية. ربط التعزيزات، والانعطافات الحادة، والطبيعة العمودية للمدينة منح القيادة إيقاعًا خاصًا لم يتكرر كثيرًا في الألعاب اللاحقة. وحتى لحظات التصادم كانت مليئة بالإثارة، حيث عُرضت في لقطات بطيئة تُشعر اللاعب وكأنه أنجز شيئًا لا يقل عن الفوز نفسه.
اذا شفت اسمي هنا فمعناتها أن الموضوع اشتغل عليه أكثر من واحد من فريق العمل، أو انه تصريح رسمي باسم الموقع. بس لا تخلي هالشي يمنعك من انك تتابعني في تويتر وانستقرام. عادي لا تستحي.
0 تعليق