تبذل الشركات الأمريكية جهودًا حثيثة لإعادة هيكلة سلسلة التوريد الخاصة بها، سعيًا منها للتحرر من الرسوم الجمركية الأساسية (حوالي 10% على جميع المنتجات) التي لا تزال سارية، والرسوم الجمركية المتبادلة الأصلية التي قد تُعاد بعد فترة التوقف التي استمرت 90 يومًا، ورسوم أشباه الموصلات التي من المفترض الإعلان عنها قريبًا.

ومن المعروف كيف  كان من الممكن أن تؤدي الضريبة الضخمة على المنتجات المستوردة إلى الولايات المتحدة من الصين إلى ارتفاع حاد في أسعار هواتف آيفون، وقد يُجنّب استثناء الهواتف الذكية الحالي من سياسة الرئيس دونالد ترامب للرسوم الجمركية المستهلكين الأمريكيين دفع آلاف الدولارات الإضافية لشراء هاتفي آيفون 17 برو أو آيفون 17 برو ماكس، لكن ترامب صرّح أيضًا بأنه لن تكون هناك استثناءات، وفكّر في فرض رسوم جمركية على أشباه الموصلات المستوردة إلى الولايات المتحدة، مما سيؤثر على جميع الهواتف المحمولة التي تُشحن إلى الولايات المتحدة.

وفي الحقيقة، لا أحد، بما في ذلك ترامب، يعلم كيف ستنتهي هذه الفضيحة المتعلقة بالرسوم الجمركية، فإلى جانب آبل، واجهت جوجل أيضًا مشكلةً تتعلق بالرسوم الجمركية، وخلال السنوات القليلة الماضية، نقلت الشركة التابعة لشركة ألفابت إنتاج هواتف بيكسل إلى فيتنام والهند، وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، ذكرت صحيفة "ذا إيكونوميك تايمز" أن جوجل ترغب في نقل إنتاج هواتفها الذكية من فيتنام إلى الهند، وخاصةً وحدات بيكسل المقرر شحنها إلى الولايات المتحدة.

ولهذا الغرض، أفادت التقارير أن عملاق البحث كان يتفاوض مع شركائه في التصنيع، فوكسكون وديكسون تكنولوجيز، بشأن نقل بعض إنتاج بيكسل إلى الهند. كما تحدثت جوجل مع بعض مورديها بشأن تصنيع مكونات في الهند، مثل الشواحن، وأجهزة استشعار بصمات الأصابع، والبطاريات، والأغلفة. حاليًا، يتم استيراد معظم المكونات المستخدمة في تصنيع هواتف بيكسل المصنعة في الهند.

يعود ذلك إلى الرسوم الجمركية المتبادلة بنسبة 46% على الصادرات الفيتنامية المتجهة إلى أمريكا، والتي تم تعليقها مؤقتًا،كما تبلغ الرسوم الجمركية المتبادلة على الواردات الأمريكية من الهند، والتي تم تعليقها أيضًا، 26%. يعني هذا الفارق البالغ 20 نقطة مئوية أنه في حال إعادة فرض الرسوم الجمركية المتبادلة، ستضطر جوجل إلى دفع ضرائب استيراد أعلى على وحدات بيكسل المصنعة في فيتنام والمُشحنة إلى الولايات المتحدة، مقارنةً بتلك الهواتف المصنعة في الهند والمُسلّمة إلى الولايات المتحدة.

قد تُقرر جوجل، كأي شركة أمريكية تدفع رسومًا جمركية بعد استيراد البضائع من الخارج، الحفاظ على هوامش ربحها ثابتة من خلال تحميل المستهلكين جزءًا من الزيادة الضريبية على شكل رفع أسعار، وسيتعين على جوجل تكثيف تصنيع هواتف بيكسل في الهند إذا كانت تخطط لنقل معظم إنتاجها إلى هناك. ويرجع ذلك إلى أن جوجل تُجمّع حاليًا ما بين 43,000 و45,000 هاتف بيكسل شهريًا في الهند، وهذه الوحدات مُخصصة للسوق الهندية. هذا الرقم أقل بكثير من عدد الوحدات التي ستحتاجها الشركة لتصنيعها في الهند لتلبية الطلب الأمريكي المتزايد على سلسلة هواتف بيكسل، وهو رقم من المتوقع أن يرتفع العام المقبل مع إصدار بيكسل 10.