عاجل

ألعاب سباق كلاسيكية أسهمت في تطوير نوع ألعاب السباق ليكون كما هو اليوم – الجزء العشرون - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

نستكمل مقالتنا 

Mobil 1 Rally Championship (2000)

قبل أن تخوض أول منعطف في هذه اللعبة، كان من السهل أن تظن أن قيادة سيارات الرالي أمر سهل نسبيًا. ولم تكن لتلام على هذا الظن، فالتسعينيات كانت بارعة للغاية في إقناعك بأن بإمكانك قيادة Impreza عبر منعطف موحل كما لو كنت محترفًا، وذلك بفضل ألعاب أركيد ممتعة مثل V-Rally وColin McRae Rally وSega Rally.

ias

ثم جاءت اللحظة التي حاولت فيها اجتياز منعطف في ريف ويلز خلال صباح رطب في Mobil 1 Rally Championship، وشاهدت عن قرب مدى تعقيد نظام الضرر فيها، وتذكرت حينها الحقيقة المنسية: نعم، السيارات تتحطم فعلًا عندما تصطدم بالأشجار.

ببساطة، أقل لمسة خاطئة وستجد غطاء المحرك يطير كأنك في مسرحية هزلية. ربما كانت الرسومات “الفوتوغرافية الواقعية” (نتفهم ضحكتك، لكن لا تنسَ أننا كنا في عام 2000 ولم نكن نعرف أفضل من ذلك) هي ما جذبنا في البداية. لكن ما أبقانا منكبين على لوحات المفاتيح حتى تحوّل النهار إلى ليل، كان مستوى الصعوبة الصارخ ونموذج التحكم في الانزلاقات الفريد.

والأروع من ذلك أن هذه كانت أول لعبة رالي تقدم مراحل بطول واقعي. ثلاث دقائق مع V-Rally وستنتهي الجولة. لكن مطوّر اللعبة Magnetic Fields استخدم خرائط Ordnance Survey لمواقع حقيقية ضمن بطولة الرالي البريطانية، وقدم مراحل ضخمة بطول عشر، بل حتى خمس عشرة دقيقة. بعضها في الثلج، بعضها في الظلام، وجميعها صعبة.

في نهاية إحدى تلك الجولات الماراثونية، كنت تعود بالكاد بثلاث سرعات، بلا أضواء أمامية، وتتمتم بدعاء، بعدما فقدت نصف قطع سيارتك على امتداد عشرين ميلًا من الطرقات الريفية.

ثم هناك التشكيلة المذهلة من السيارات. Seat Ibiza Cupra Sport التي تصدرت غلاف اللعبة. سيارة VW Golf GTI Mk IV المذهلة بطلاء Sony الأزرق. سيارة Ford Puma الراليّة. وحتى سيارات عادية تمامًا تراها يوميًا في أي موقف سيارات بريطاني آنذاك، مثل Citroen Saxo وVauxhall Astra وNissan Micra، كلها كانت ترتدي حلة الرالي وتشق طريقها عبر الحقول.

وجود سيارات مختلفة عن التشكيلة المعتادة من Lancer وImpreza، التي كانت حاضرة أيضًا طبعًا، أضاف متعة خاصة.

كل هذه الواقعية آنذاك جعلت لاعبي Mobil 1 Rally Championship يشعرون بتفوق خفي. هل تظن نفسك من محبي الرالي فعلًا؟ أوه، ما الذي تلعبه؟ Sega Rally؟ نعم، ممتعة. لكن السيارات لا تتحرك هكذا في الحقيقة، وانظر، نظام التوجيه لديك لا زال يعمل بعد أن ارتطمت بالحافة. لكن لا بأس، تابع اللعب إن كان يرضيك.

أما نحن، فعذرًا، لدينا خمس عشرة دقيقة من القيادة نحتاج إلى إنجازها بسيارة Proton Compact تحتضر، في ظلام دامس بإحدى طرقات أيرلندا الشمالية.

Indianapolis 500: The Simulation (1989)

يصعب تتبُّع الأصول البدائية لألعاب محاكاة السباقات على الحاسوب، ذلك العالم الذي بات اليوم يعجُّ بنظارات الواقع الافتراضي، ومقودات السباق التي يتجاوز سعرها الألف جنيه إسترليني، ونقاشات حامية على الإنترنت حول أي لعبة هي الأكثر واقعية وتفصيلًا بطريقة مهووسة. ومع ذلك، يمكن القول إن لعبة Indianapolis 500: The Simulation تملك حجة قوية لتكون أول لعبة محاكاة سباقات حقيقية على الحاسوب.

صدرت اللعبة في عام 1989، نفس العام الذي كنا نُجهد فيه أعيننا لنلعب Super Mario Land على جهاز Game Boy، لكنها كانت تحرّك مجسمات ثلاثية الأبعاد ملوّنة على شاشة الحاسوب بسرعات مدهشة في ذلك الوقت. بطريقة ما، نجحت اللعبة في احتواء جميع السيارات الـ33 المشاركة في سباق Indy 500 لعام 1989، إلى جانب ممر صيانة يعمل بشكل كامل، ومدرجات جماهيرية من المفترض أنها تمثل مئات الآلاف من المشجعين، لكنها في الحقيقة بدت أشبه بأصعب ألغاز الصور ثلاثية الأبعاد التي تؤلم العين.

كانت المحاكاة التي تقف خلف هذه التجربة متقدمة بشكل كبير، خاصة في حقبة كانت رموزها الثقافية آنذاك Jason Donovan. قدمت اللعبة تشكيلة كاملة من هياكل السيارات والمحركات المستخدمة في السباق الحقيقي، ولكل منها أداء مختلف قليلًا. كما أُتيح للاعبين تعديل إعدادات السيارة بدقة، مثل ضغط الإطارات، وقوة التوربو، وتوازن القضبان المقاومة للانزلاق. وبعد ذلك، يمكنك الادعاء بأنك شعرت فعلًا بالفرق أثناء ضغطك على زر السهم في لوحة المفاتيح لتجتاز المنعطفات الأربعة نحو اليسار.

صحيح أن اللعبة اقتصرت على حلبة واحدة وركزت على سباقات الحلبات الدائرية الأمريكية، مما جعلها أقل شهرة مقارنة بسلسلة Grand Prix التي قدّمها Geoff Crammond، لكن ما يهم فعلًا هو أنها شكّلت الخطوات الأولى لشركة Papyrus Design Group، المطوّر الذي تطور لاحقًا ليصبح العملاق المعروف باسم iRacing. وبالنظر إلى الوراء، يمكن رؤية جذور هذه المسيرة بوضوح، لكن الفارق أن بعد ثلاثين عامًا، أصبحنا نملك فيزيائيات أكثر تعقيدًا، وحلبات ممسوحة بالليزر، ومدرجات لم تعد تصيبك بالحَوَل عند النظر إليها.

2db1ebe197.jpg

لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق