تحول التحالف البارز الذي جمع يومًا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك إلى صدام علني حاد يتصدر المشهد السياسي والاقتصادي في الولايات المتحدة، العلاقة التي اتسمت بالتقارب والدعم المتبادل انتهت بتبادل اتهامات لاذعة، شملت الحديث عن نكران الجميل، تهديدات بقطع التمويل، ومزاعم متفجرة تتعلق بملفات جيفري إبستين السرية.
ويستعرض التقرير التالي أبرز ملامح هذا الخلاف غير المسبوق بين اثنين من أكثر الشخصيات نفوذًا في السياسة والتكنولوجيا، في 10 نقاط:
1- من الحلف إلى العداء
قبل أشهر فقط، كان ترامب وماسك حليفين سياسيين بارزين، حيث دعم ماسك الرئيس الأمريكي وشارك في أعمال إدارته من خلال دوره المؤقت على رأس "وكالة كفاءة الحكومة" DOGE، وسبق أن صرح ماسك علنًا: "أحب ترامب بقدر ما يستطيع رجل مستقيم أن يحب رجلًا آخر"، لكن هذا التحالف انهار بشكل مفاجئ يوم الخميس الماضي، حين تبادل الطرفان الهجوم عبر منصتي "تروث سوشيال" و"إكس".
2- بداية الخلاف: مشروع قانون "مقزز"
نقطة التحول جاءت عندما هاجم ماسك مشروع ترامب المالي الأهم، المعروف باسم "مشروع القانون الجميل الكبير"، وهو مقترح ضخم للضرائب والإنفاق ينتظر موافقة مجلس الشيوخ، بشان ما وصفه بالإنفاق غير الضروري، وطالب المواطنين بالضغط على ممثليهم لرفضه.
3- ترامب يرد بخيبة أمل
في مؤتمر صحفي جمعه بالمستشار الألماني فريدريش ميرتس، أعرب ترامب عن "خيبة أمله الكبيرة" من ماسك، وقال: "قدمت له الكثير من الدعم"، وألمح إلى أن غضب ماسك من المشروع سببه حذف حوافز السيارات الكهربائية، التي تعتمد عليها تسلا، مضيفًا: "كان يعلم كل شيء عن المشروع ولم يعترض، حتى قرر أن يعترض فجأة".
4- ماسك ينفي ويهاجم الدعم النفطي
نفى ماسك اطلاعه على تفاصيل المشروع قبل تمريره، مؤكدًا أن اعتراضه لا علاقة له بمصالح تسلا، وانتقد إبقاء الدعم لقطاع النفط والغاز بينما تم تقليص حوافز الطاقة النظيفة، واصفًا ذلك بـ"الظلم الصارخ".
5- ماسك: "لولاي لخسر ترامب الانتخابات"
هاجم ماسك ما اعتبره نكران جميل من ترامب، مؤكدًا أنه لعب دورًا حاسمًا في فوزه بالانتخابات الأخيرة، وأنه أنفق نحو 277 مليون دولار لدعم حملة ترامب وحملات الجمهوريين في الكونجرس، وكتب عبر "إكس": "لولا دعمي، لخسر ترامب، ولتمكن الديمقراطيون من السيطرة على مجلس النواب".
6- قنبلة إبستين
تصاعدت الأزمة بشكل درامي حين نشر ماسك تدوينة ادعى فيها أن اسم ترامب ورد في ملفات جيفري إبستين السرية التي لم تعلن بعد، وكتب: "اسم ترامب موجود في ملفات إبستين، هذا هو السبب الحقيقي لعدم نشرها، فيما وصف البيت الأبيض هذه المزاعم بأنها "واقعة مؤسفة"، فيما سبق أن اعترف ترامب بمعرفته بإبستين، لكنه قال إن العلاقة انقطعت منذ زمن طويل.
7- ترامب يرد بالتهديدات
رد ترامب بهجوم عبر "تروث سوشيال"، قال فيه إن ماسك "أصبح مجنونًا" و"ناكرًا للجميل"، وهدد بإلغاء العقود الحكومية التي تستفيد منها شركات ماسك، مضيفًا: "أسرع طريقة لتوفير المال في الميزانية هي بإنهاء دعمنا لشركات إيلون"، وعلى إثر التهديد انخفضت أسهم تسلا بنسبة وصلت إلى 18%.
8 - ماسك يرد بخطوة تصعيدية.. ثم يتراجع
رد ماسك بإعلان نية شركته "سبيس إكس" وقف استخدام مركبة "دراجون" الفضائية التي تستخدمها "ناسا" لنقل رواد الفضاء، لكنه عاد بعد ساعات للتراجع عن القرار، قائلًا: "نصيحة جيدة، لن نوقف دراجون"، الخطوة عكست حجم التوتر ومدى تأثيره على علاقات الأعمال بين شركات ماسك والحكومة الأمريكية.
9- ماسك يلوح بتأسيس حزب سياسي جديد
في ظل احتدام الخلاف، لمح ماسك إلى فكرة تأسيس حزب سياسي جديد "يمثل الأغلبية الصامتة في الوسط"، بحسب وصفه، كما أعاد نشر تدوينات تطالب بعزل ترامب من منصبه الرمزي الحالي، واستبداله بنائب الرئيس جيه دي فانس، ما مثل تحولًا حادًا في موقف ماسك السياسي.
10 - تداعيات سياسية ومالية واسعة
أثار الصدام العلني انقسامًا واضحًا بين وادي السيليكون وقاعدة ترامب الشعبوية، المستثمرون في تسلا أعربوا عن قلقهم، وقال المستثمر الشهير روس جيربر: "هل يمكن لأحد أن يأخذ هاتفه منه؟! تسلا تنهار" وذلك في إشارة لإيلون ماسك، كما تراجع سعر العملة الرقمية المرتبطة بصورة ترامب، في مؤشر على أن الخلاف تجاوز حدود التصريحات، ليترك أثرًا ملموسًا على الأسواق والسياسة.
0 تعليق