في تطور جديد ضمن سلسلة التسريحات التي تضرب شركات التكنولوجيا في وادي السيليكون، أعلنت شركة لينكدإن، المتخصصة في الشبكات المهنية والمملوكة لمايكروسوفت، عن تسريح 281 موظفًا في ولاية كاليفورنيا.
ويأتي ذلك بعد أسابيع قليلة من إعلان شركة مايكروسوفت الأم عن تخفيض نحو 6,000 وظيفة عالميًا، أي ما يقرب من 3% من إجمالي قوتها العاملة.
بحسب ملف قُدم إلى إدارة تطوير التوظيف في كاليفورنيا، فإن الوظائف التي تم الاستغناء عنها تركزت بشكل خاص على مهندسي البرمجيات، كما شملت بعض المناصب الإدارية مثل مديري المنتجات وكبار مسؤولي الحسابات في قسم التوظيف، وقد تم إبلاغ الموظفين بقرار التسريح في 13 مايو 2025، فيما لجأ العديد منهم إلى منصة لينكدإن نفسها للإعلان عن حالتهم المهنية الجديدة تحت شعار “باحث عن عمل”.
هذا الحدث يُذكّر بتسريحات عام 2023، عندما قامت الشركة بتسريح 716 موظفًا، لكن الفارق في عام 2025 أن الرئيس التنفيذي ريان روسلانسكي لم يصدر بعد أي بيان داخلي أو تعقيب رسمي، مما أثار تساؤلات حول احتمال وجود جولة جديدة من التسريحات في الأفق.
وتشهد صناعة التكنولوجيا هذا العام موجة مستمرة من إعادة الهيكلة وتقليص الوظائف، طالت شركات كبرى مثل ميتا وجوجل وأوتوديسك، وسط تحولات عميقة في أولويات السوق.
أحد أبرز الأسباب التي تُذكر لهذه التحولات هو الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي، الذي بات يُستخدم لكتابة الأكواد واختبار البرمجيات وحتى اقتراح تحسينات على المنتجات.
هذا الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وضع العديد من مهندسي البرمجيات في موقف غير مستقر، إذ أصبحت أدوات الذكاء الاصطناعي تقوم بمهامهم بشكل أكثر فاعلية، مما يفتح الباب أمام شركات التكنولوجيا لإعادة النظر في حجم القوى العاملة التي تحتاجها.
وفي هذا السياق، قال الشريك المؤسس للينكدإن ريد هوفمان إن “الذكاء الاصطناعي ليس صديقًا، ومن يظن ذلك فهو يؤذي نفسه”، مؤكدًا أن هذه الأدوات لا يمكن الوثوق بها كمصادر دعم إنساني.
توظف لينكدإن حاليًا أكثر من 18,400 موظف حول العالم، ما يجعل هذه التخفيضات إشارة إلى تحول استراتيجي محتمل في هيكلها التشغيلي، وربما مراجعة شاملة لدورها داخل منظومة مايكروسوفت في ظل تصاعد الضغوط الاقتصادية واستثمارات الذكاء الاصطناعي.
وفي حين يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كعامل محفز للابتكار والكفاءة، إلا أنه بات أيضًا يشكل تهديدًا حقيقيًا للأمان الوظيفي، حتى في القطاعات التي كانت تُعتبر سابقًا “آمنة” مثل البرمجة والهندسة.
0 تعليق